الإصلاح.. خيار إجباري

اخبار البلد ـ ليست بدعة ولا ابداعا القول إن تعميق الاستقرار في الاردن، والخروج من ازمته المتداخلة، لن يكون ولن يبدأ دون اصلاح سياسي حقيقي عميق.

بغض النظر عن السبب أهو استجابة لساكن البيت الابيض الجديد، ام انه استشعار بالمزاج السيئ لدى الناس، ام هو محاكاة لحالة الاستعصاء الاقتصادي المرير الذي نعيشه.

بغض النظر عن الاسباب، يجب ان يتسرب للجميع قناعة اننا امام خيار اجباري لا يمكن التحايل عليه، عنوانه الاصلاح العميق لكافة اوجه القصور والخلل.

الرتوش والتجميل، وممارسة الاجتزاء لم تعد ينفع، فالدولة الاردنية تحتاج حتى تشبب حيويتها لعودة حقيقية للمؤسسات، واعادة اطلاق لآلية انتاج النخب، فالقصة ليست مجرد حريات عامة او برلمان يمارس الاعتراض.

هناك ظواهر مزعجة نعيشها، اهمها فقدان الثقة والتشكيك بكل ما يقال، مما يفسر حالة البرود الشعبي مع رسالة الملك إلى المخابرات ومع غيرها من الاشارات الملكية الاصلاحية الاخيرة.

دعونا نعترف ان التشوهات كبيرة، وان الرغبة في الاصلاح ستواجه عقبات كبيرة وفزاعات عميقة وتشريعات متكلسة، لكن الاهم ان يقنع الجميع بأهمية البدء بالاصلاح وانه خيار اجباري لا يمكن الحيدة عنه.

العودة للمؤسسات، والفصل بينها، هو البداية الاجدر بالانطلاقة، وعلينا ان نتريث قليلا قبل تسييس الاصلاح واتهامه وتوجيهه مصلحيا، فالاجدر ان نترك الملك يموضع المؤسسات ثم ينطلق بعدها قطار التنافس.

انا شخصيا ارى بارقة امل أملتها الضرورة، وبتقديري ان البناء على ما يجري افضل من لعنه والتشكيك به والتمحور حول التحول الجذري، فالوطن اليوم امام عاصفة هوجاء وعلى الجميع تعظيم الايجابي مهما كان قدره.