هل بات «تعويم» الاتفاق النووي.. مُمكناً؟

اخبار البلد - رغم كل ما يُطلق من تصريحات وما تشهده عواصم كثيرة من تحركات دبلوماسية وما يتم ضخّه من تسريبات وتحليلات, محمولة على امنيات وتحذيرات. ورغم ما شهدته الايام الاخيرة من اتصالات ولقاءات للحؤول دون وصول محاولات «استنقاذ» الاتفاق النووي الموصوف رسمياً بـ«خطة العمل الشاملة المشتركة», التي وقّعتها مجموعة 5+1 مع ايران 14/ 7/ 2015، فإن الاجواء السائدة في المنطقة وفي عواصم دول مجلس الامن دائمة العضوية إضافة الى المانيا كما طهران, تشي بأن «الحرارة» لم تسّرِ في شرايين الدبلوماسية, التي جمّدها ترمب بالإنسحاب منه في ايار2018 وفرضه عقوبات قاسية على طهران. رغم التصريحات التي أدلى بها بايدن وفريقه بعد وصولهم البيت الابيض, كما ان لقاء «الثلاثية» الغربية في باريس مع وزير الخارجية الاميركي بيلنكن عبر لم يُفضِ الى حلحلة في الاستعصاء المتواصل بين واشنطن وطهران, خاصة أن الأخيرة تُصِرُّ ان: على مَن انسحب العودة للاتفاق وإلغاء العقوبات, وهي ستعود إليه فور «التأكّد» من رفع العقوبات.

ليس سهلاً بعد تصريحات بدتْ قطعِية وحاسمة أطلقها المرشد الروحي الإيراني كما الرئيس الأميركي, ان «يَنثني» أحدهما أو يتراجَع عن موقفه, رغم ان «الوساطة» الاوروبية الي وافق عليها بايدن وروحاني لم تبدأ ولا يبدو انها ستبدأ قريباً، ناهيك عن مطالبة الدول الغربية الاربع طهران التراجع عن خطواتها «الإستفزازية», من قبيل رفع نسبة تخصيب اليورانيوم الى 20% والغاء البروتوكول الإضافي (الطوعي) الذي يسمح للمفتشين الدوليين بزيارات مفاجئة لأي موقع مُشتبَه به وقد يكون عسكرياً, اضافة الى بدء طهران انتاج اليورانيوم «المَعدني» الذي تنفي إيران انها بدأت إنتاجه.

وإذ لم يقطع أحد في الغرب «الحبل» الدقيق الذي ما يزال يربطهم بالاتفاق النووي, وخاصة بعد البيان الاميركي حول «مسار الدبلوماسية الذي لا يزال مطروحاً مع ايران», وربط ذلك بدعوة طهران الى العدول عن الخطوات المتعلقة بوكالة الطاقة الذرية، رغم نفي ايران نيّتها «طرد» المفتشين حتى لو نفذت تهديداتها بوقف العمل بالبروتوكول الاضافي في 23 الجاري، فان عدم اجتماع مجموعة «5+1» حتى الآن (رغم إطراء واشنطن لموقِفيّ موسكو وبيجين, والتنويه بدعوتهما الطرفيْن للحوار وعدم التصعيد), يرفع منسوب الحذر وربما ينتهي بإغلاق «الكُوّة» الصغيرة التي فتحتها التصريحات المُعتدلة الصادرة من طهران وواشنطن, في حال واصَلت ايران والدول الغربية الأربع التمسّك بمواقفها «المتشددة», خصوصاً إصرار الغرب (وإسرائيل) على «فتح» الاتفاق وتوسيع ملفاته وزيادة اجندته الزمنية (بمعنى تمديد فترة الحظر على ايران لأكثر من «15» عاماً) كما نص اتفاق2015 ). كذلك التفاوض حول برنامجها الصاروخي الباليستي, وخصوصاً نفوذها ودورها الإقليميّيْن حيث يريدون تحجيمها وحصرهما داخل حدودها.

في السطر الأخير.. مِن السابق لأوانه «نعي» الاتفاق, تماماً كما توقّع حدوث اختراق سريع, أمام حال التخندّق والتصعيد المُتبادَليْن بين العواصم الاربع وطهران. أما نجاح «الوساطة» الأوروبية فهو احتمال لم يتبدّد بعد, وإن كانت الأكلاف لن تكون مُتاحة بسهولة. خاصة بعد اعلان البيت الابيض أن أميركا «لا» تخطط لرفع العقوبات عن إيران..