عميد الأسرى يفتح شهية "المُحَرَّرين" على الزواج..."بالصور"

تزوج عميد الأسرى الفلسطينيين المحرر نائل البرغوثي القفص الذهبي، بعد أن أمضى 34 عاماً في أقفاص الاحتلال، من أسيرة محررة، ليفتحا شهية رفاقهم المحررين على الزواج، والذين أطلقت حملة لتزويجهم في قطاع غزة.
وفي حفل حضره مئات الفلسطينيين على مدار يومين في قرية كوبر بمدينة رام الله بالضفة الغربية، أتمّ البرغوثي البالغ من العمر 54 عاماً نصف دينه، وتزوج من الأسيرة المحررة إيمان نافع البالغة من العمر 45 عاماً، حيث عاشا قصة حب بدأت حين كان البرغوثي خلف القضبان.
وتعرف البرغوثي على نافع، التي تشغل منصب مدير العلاقات العامة في نادي الأسير الفلسطيني، بينما كان في السجن يقضي حكماً مؤبداً مدى الحياة، حيث كان يراها في مقابلات لها على التلفاز، وكان الاتصال بينهما يتم عبر الهاتف.
وقال البرغوثي لـ"العربية.نت":"لقد كنت أتابع تحركاتها ونشاطاتها لدعم الأسرى وأعجبت بها، وطلبت يدها للزواج". فيما أكدت نافع أنها لم تتردد في الموافقة على طلب البرغوثي يدها، لأنها هي الأخرى كانت معجبة بوطنيته ومواقفه وأفكاره، لكنها أصرت على عدم القيام بأي مراسم إلى أن يتحقق الحلم بتحرره من الأسر.
واعتقل البرغوثي العام 1978، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة حتى أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل التي تمت الشهر الماضي، فيما زوجته نافع قضت 9 سنوات في السجن وخرجت في صفقة هي الأخرى بين السلطة وإسرائيل العام 1997.
وبذلك، فتح البرغوثي ونافع شهية المحررين على الزواج. ووفق تقديرات نادي الأسير الفلسطيني، عقد حتى اللحظة 4 أسرى محررين قرانهم في الضفة الغربية، فيما هناك 5 حالات أخرى في قطاع غزة.
وخلال حفل زفافه، كان رفيقا نائل نزار التميمي وعبدالله أبو شلبك ينتظران دورهما، حيث نزار بانتظار أن يسمح له بالسفر إلى الأردن للزواج من أحلام التميمي، التي حُررت في الصفقة الأخيرة وأبعدت، فيما قال أبو شلبك إنه حالياً يبحث عن العروس المناسبة.
جمعية التيسير للزواج والتنمية في غزة أخذت على عاتقها مسؤولية تزويج المحررين، وأطلقت حملة من أجل جمع "رأسين بالحلال".
وقال رئيس مجلس إدارة الجمعية أدهم البهلوجي في حديث خاص لـ"العربية.نت": "بعد خروج الأسرى المحررين وجدنا ضرورة ملحة لمساعدتهم في موضوع الزواج سواء بالدعم المادي، أو من ناحية البحث عن الزوجة المناسبة، وأطلقنا مشروعاً لتزويجهم".
وأضاف: "أعلنا في وسائل الإعلام وطلبنا من الفتيات الراغبات في الزواج من أسرى محررين وضع بياناتهن لدينا، وحتى اللحظة تمكنا من عقد قران 5 حالات بهذه الطريقة".
وأشار البهلوجي إلى أن جمعيته تقوم حالياً بتوفير الدعم اللازم من أجل إقامة عرس جماعي لكل المحررين الذين نجحوا في الحصول على نصفهم الآخر، متوقعاً أن يرتفع عدد الحالات التي ستكمل "نصف دينها" خلال الفترة المقبلة.
يُذكر أن إسرائيل أفرجت عن 450 أسيراً و27 أسيرة مقابل الجندي جلعاد شاليط، الذي أسرته حماس. وأفاد البهلوجي أن نسبة العزوبية بين المحررين في تلك الصفقة وصلت إلى 50 %، ومتوسط أعمارهم 30 عاماً.-