ثورة كريم وعلياء على العقيدة والتقاليد

‏ يبدو أن كل من الصديقين كريم عامر وعلياء المهدي ليس لهما من اسميهما ‏نصيب ورغم إنهما متفقان على أنهما يمثلان الحرية وأنهم من أنصارها واشد الدعاة ‏لها في المجتمع، فمن منطلق الإلحاد الذي ينتهجه كريم عامر يقول ( هدفي إصلاح ‏هذا المجتمع، فإن عجزت عن ذلك فسأضطر لأن أجعل هدفي تدمير المجتمع ثم ‏إعادة بنائه مرة أخرى، أرفض كافة صور ومظاهر العنف والتمييز، الحرية عندي ‏هي أكثر قيمة مقدسة في الوجود، هي أكثر قدسية من تعاليم الأديان وتخاريف الآلهة، ‏لا أقدس في الحياة سوى الإنسان)، وبنفس الوقت يؤكد انه لا ينتمي لحركة 6 أبريل ‏التي كان لها إسهام لا ينكر في أحداث الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس ‏المصري السابق محمد حسني مبارك، ويقول عن الحركة بعد إعلانها رفض إقامة ‏حفل لليهود الماسونيين وعبدت الشياطين، عند سفح الهرم الذي كان مقرر إقامته في ‏‏11/11/2011، وتأكيد الحركة أن حدود الحرية التي تؤمن بها وتنادي بها مقيدة ‏بضوابط ومعتقدات الشعب المصري (..... و بعد قراءة هذا البيان العنصري الذي ‏يصنف في أفضل الأحوال على أنه مجرد مزايدة و دعاية سياسية و انتخابية ‏رخيصة، يمكنني أن أقول أنه لا يشرفني بحال من الأحوال أن يقرن اسمي بهذه ‏الحركة) والأمر نفسه تؤكده علياء المهدي بقولها (أنا لست و لم أكن في أي وقت ‏عضوه في حركة 6 أبريل و لم أقل بانتمائي إليها) وبذلك فالصديقان لا يحملان أفكار ‏حزبية أو سياسية كما روج ونسب لهما أنهما من أعضاء حركة 6 أبريل، الأمر الذي ‏نفته الحركة بشكل قاطع، وإنما هي أفكار ومعتقدات تنم عن شخصيات متأثرة بأفكار ‏غربية ربما تكون أسبابها تربوية في المقام الأول، أو إن الشابان يريدان الخروج ‏بثوب زفاف وشهرة من طراز العصر التحرري، المنسلخ من رواسب أفكار سعد ‏زغلول وقاسم أمين ودرية شفيق وهدى شعراوي وصفية هانم، ولا يستبعد أن يلاقي ‏الصديقان المصير نفسه الذي لاقاه الصديقان قاسم أمين ودرية شفيق قبلهما الموت ‏بالانتحار. ‏
‏ وفي الحقيقة إن أفكار كريم عامر الإلحادية لم تكن هي طريقة للشهرة الإعلامية، ‏ولكن على قاعدة أن وراء كل عظيم امرأة حسب نظرة علياء المهدي البطولية ‏للموقف، والتي هي نظرة ميكافيلية صرفة من وجهة نظر كريم عامر، فقد اشتهر ‏كريم عامر بعري صديقته علياء المهدي التي نشرت صورتها وصور ورسومات ‏رمزية عارية وذات دلالات جنسية على مدونتها ( مذكرات ثائرة ).‏
‏ فالصديقان يمثلان ثورة مشتركة على المعتقدات والتقاليد، فيقود كريم عامر ‏الثورة على المعتقدات بأفكاره الإلحادية، ويبدوا أن تجربته في السجن نمت عنده ‏الكراهية للأديان والمعتقدات الدينية، نظرا لكون السنوات التي قضاها في السجن ‏كانت بتهمتي ازدراء الأديان، وأهانة رئيس الجمهورية، وتقود علياء المهدي الثورة ‏على التقاليد بنشر صورها العارية تحت عنوان فن عاري، والمدونتان الخاصة بهما ‏تشهدان حجم زيارات كبير جدا، نظرا للتركيز الإعلامي على جراءة علياء المهدي ‏التي تعدت حدود الوقاحة، فعداد الزائرين لمدونتها يسابق عداد الثواني في سرعته.‏
‏ ولكن ما موقف الثورة المصرية من الثورة على العقيدة والتقاليد التي يشنها هذان ‏الصديقان، وموجهة إلى قلب الأمة وعمقها الاستراتيجي، فهل القوانين المصرية ‏تطلق الحرية للفرد وتقيدها للجماعة، فلا نريد من حرس الثورة المصرية إلا التعامل ‏مع من يزدري الأديان ويسيء لسمعة بلد بأكمله بتصرف لا مسئول أن يوقف عند ‏حدة.‏
‏ ونطالب الإعلام الذي تهور في الترويج لهذا الشذوذ لدرجة أن بعض المواقع ‏نقلت الخبر مدعوما بالصور كما هي على مدونة مذكرات ثائرة، بان يتجنب الترويج ‏الإعلامي لمثل هذه الفرديات التي يتكرر حدوثها بين فترة وأخرى، والتي لا تعبر إلا ‏عن فكر أصحابها، ونطالب الثوار المصريين حماية ثورتهم والحفاظ عليها، فهي ‏رمز الرغبة والإرادة الشعبية العربية ومصدر الهام المكبوتين والمقموعين في العالم ‏اجمع.‏


kayedrkibat@gmail.com