المطعوم والالتزام

اخبار البلد ـ اجراءات كثيرة، وقرارات عديدة اتخذتها الحكومة للحد من عدد الاصابات بفيروس كورونا، الا انه للاسف فان العدد بازدياد بعد ان وصلت الى رقام مقلقة، وكأن كل هذه الاجراءات لسنا معنيين بها كمواطنين او انها تخاطب اناسا في دول اخرى. متناسبن باننا ايضا مطالبون بالتجاوب مع هذه الاجراءات واستخدام وسائل الوقاية المعروفة للجميع حتى تتناغم المنظومة مع بعضها وتشكل حالة انسجام، لنتمكن بعدها من الخروج من هذه الجائحة باقل الخسائر، بدل الشكوى والتذمر المتواصل والطلبات المتناقضة والاستهتار، ففي الوقت الذي نرفض به العودة الى الحظر ونطالب بالتوسع في فتح المزيد من القطاعات نشاهد تجاوزات عديدة من قبل البعض وهم ليسوا باقلية.
طالبنا بفتح المدارس والعودة الى التعليم الوجاهي، وبنفس الوقت نغض البصر عن عدم الالتزام بما هو مطلوب منا، لا بل فان البعض يذهب الى مكان عمله او للتسوق وهو يعلم تماما انه مصاب بالفيروس دون احساس بادنى مسؤولية اخلاقية وانسانية، وما قد يسببه للناس من اذى.
لم يعد لدينا اية مبررات لنحمي انفسنا بانفسنا، بالوقاية والالتزام والتباعد والنظافة، ولا داعي للحفلات والتجمعات التي تقام في بعض الاحياء خاصة الراقية منها في العاصمة عمان.
لا نريد اخذ المطعوم وما زالت حالة التشكيك به مستمرة دون اي دليل علمي، وقد سبقتنا دول عالمية كثيرا بنسبة اعطائه لمواطنيها على الرغم طبعا من شحه وعدم توفره بكميات مناسبة في بلدنا، الا ان العزوف يشكل حالة من الكآبة والاحباط. وبعد مرور اكثر من سنة على الجائحة ما زال لدينا ضعف وحالة من اللامبالاة في التعاون والعمل بطريقة ايجابية، وكاننا نعيش في عالم معزول ومنفصلين عن العالم.
مما تسبب للجميع بخسارة بشرية ومالية يصعب تعويضها، ومع ذلك لا نحسن الا فن النقد وللوم، الا يكفينا ذلك وان نلتفت الى صعوبة وخطورة الفيروس الذي ادى الى وفاة ما يقارب ال 4500 انسان في وطننا.
فالى متى سنبقى اسيرين لبعض المشككين والعابثين بارواح وصحة الناس بممارساتهم غير الانسانية واللاخلاقية؟ .
ولا ننسى فان الحكومة مطالبة اليوم قبل الغد بتوفير اللقاح وبكميات كافية كما وعدت، واعطائه للناس بعدالة وبناء على البروتكولات المعتمدة دون تأخير.