لماذا سقط البحر الميت؟
كنت أريد القـول بأن البترا فازت قبل سنوات باعتبارها إحـدى عجائب الدنيا السبع ومع ذلك لم تسـتفد من ذلك الفوز، لولا أن الأرقام والمعلومات أشـارت إلى أن عدد السـياح الذين زاروا البترا تضاعف بعد ذلك الفـوز، مما يشير إلى أهمية الترويج والإعلان في اجتـذاب السياح.
لماذا لم ينجح البحر الميت مع أنه في الواقع من أهـم عجائب الطبيعة إن لم يكن أهمها على الإطلاق، حيث ينفرد بخصائص لا تتوفر في أي بقعـة أخرى في العالم فهو أدنى نقطـة على سطح الأرض، وهو المكان الوحيـد الذي تستطيع فيه الطائرات أن تطير وهي تحت مسـتوى سطح البحر، وهو كنز تقدر الثروة الموجودة فيه بمليارات الدولارات، وتصل نسبة الأملاح إلى الثلث أي أكثر من خمسة أمثال ملوحـة البحار، وترتفع عنده نسـبة الأكسجين في الهواء إلى مستوى لا تصل إليه أية بقعة أخرى، ويسـتطيع الإنسان أن يطفو على سـطحه وأن يقرأ كتاباً دون أن يبذل أي جهد، وأخيراً فإن لمياهـه وطينـه خصائص شفائية لأمراض مستعصية.
الطريقة التي يتقـرر بها نجاح أو فشـل موقع ما في الحصول على اللقب لا علاقة لها بالخصائص والمزايا التي يتمتع بها الموقـع، فالمهم هو عدد الأصوات التي لا علاقة لها بالتقييـم الموضوعي بل لمجرد جمع المال لصاحب الفكرة الأفاق، وبالتالي فإن البحر الميت لم يفشـل ولكن الذي فشـل هو أسلوب حشـد الأصوات، حيث يسـمح للفرد بأن يصوّت عـدة مرات طالما أن الهدف هو قبض أجـرة الرسالة النصية.
بعبـارة أخرى فقد فشـلنا في الترويج للتصويت، وهو فشـل يجب أن تتحمله جهة ما، أو عـدة جهات مثل وزارة السياحـة، التلفزيون، وسائل الإعلام المكتوبة والإلكترونية، قادة الرأي، المجتمع السياحي وجمعيات الفنادق وغيرها من الجهات التي تسـتفيد من السياحة.
تبقى بالمناسبة فكرة إطلاق اسـم على المدينة السياحية التي تتكون على شاطئ البحر الميت ويشار إليها الآن على أنها (منطقـة الفنادق)، فما هو الاسم المناسب والذي يجب أن يكون لفظه مقبولاً ليس باللغة العربية فقـط بل باللغات الأجنبيـة أيضاً.
فشلنا في المنافسة العالمية فهل ننجح في إطلاق اسم مناسب على المدينة السـياحية.