"طموح أبعد من الحدود".. مطربة أميركية تحقق أحلامها في مصر
اخبار البلد ـ إليز ليبيك، المولودة في سان دييغو، بكاليفورنيا لا توقفها عوائق الحياة. قفزت بأحلامها عبر حدود البلدان من الغرب للشرق.
أخذت زمام المبادرة واخترقت الحواجز بين الثقافات، بالموسيقى، والغناء، واللغة، ليستقر بها المطاف حاليا وسط العاصمة المصرية، القاهرة.
وتستعد عازفة البيانو والمغنية الأميركية، إليز ليبيك، لطرح أغنية "On My Way” أثناء إقامتها في القاهرة، من كلمات الشاعر المصري أحمد علاء الدين، تمزج فيها بين اللغتين: العربية والإنجليزية.
وحصدت إليز العديد من الجوائز، فأغنيتها we are all inflected التي قامت بتسجيلها وإنتاجها بالقاهرة وتوزيعها في الولايات المتحدة نالت جائزة أفضل أغنية في المهرجان العالمي المعروف بـHMMA، وجائزة music award عن ألبوميها "Orgin وSAQAARA RISING.
وتقول ليبيك إن مصر تحظى بمكانة خاصة في قلبها، حيث كانت المرة الأولى التي جاءت فيها إلى مصر مُنذ حوالى خمس سنوات، ومنذ ذلك التاريخ وحتى الآن وهي دائما تحب العودة إليها كل فترة، وتتمنى أن تقضي ما تبقى من حياتها فيها.
علاقة خاصة بالمصريين
وفي تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية" تقول ليبيك إن أكثر ما جذبها بمصر هو شعبها، الذي وصفته بالشعب الصادق، الحقيقي، غير المصطنع.
حب إليز للتراث المصري وعادات وتقاليد البلاد دفعها أكثر للتقرب من المصريين، وتعلق: "أحببت بشدة روح الفكاهة والتلقائية التي يتسم بها أغلب الشعب المصري بشكل كبير، حتى في مواقف حياتهم القاسية، لا تخلو ملامحهم من الضحك الممزوج بالشغف والأمل".
وتؤكد أنها لم تتعرض لأي نوع من أنواع المضايقات أو التحرش في الشوارع المصرية، بل بالعكس شعرت بالأمان، والألفة التي لم تجدها كثيراً في بلادها.
أكثر ما تهواه إليز خلال وجودها في مصر، زيارة الأماكن الساحلية والسياحية، وتعد سقارة، والأقصر وأسوان، وأهرامات الجيزة، والبحر الأحمر، من أكثر المناطق المحببة لديها، فهي ترغب في قضاء وقت ممتع وتفكر هذه الأيام التوجه لزيارة واحة سيوة، فهي تعشق طبيعتها الصحراوية.
على ألحان زووم وكلمات الشاعر المصري أحمد علاء الدين، أخذت إليز تغني، داخل استوديو صغير بالعاصمة المصرية القاهرة: ما بلاش تغيب عنا تاني، ما بلاش يا سايب أراضينا"، كلمات بسيطة من أغنية الفنان محمد حماقي.
شاركها في الغناء كل من بداخل غرفة الاستوديو، مُحاولين مساعدتها في ضبط لهجة الغناء المصرية. في الغرفة تصدح ألحان موسيقية بأصواتها، أوروبية وعربية وشرقية، "هنا يحدث شيء مميز بالنسبة لي، هنا أحقق حلمي الغنائي الجديد"، قالت إليز.
وتكشف إليز الشهيرة بـ"حكاية" كواليس أغنيتها الجديدة، مؤكدة أنها تستعد لطرح الأغنية التي اختارت لها اسم، "On my way"خلال الفترة المقبلة.
وتلفت إلى أنها تريد من خلال الأغنية خلق روح جديدة للتراث الغربي والعربي؛ حيث مزجت بين اللغتين الإنجليزية والعربية، كما تمنت أن تخلق بكلمات الأغنية وقوداً للآخرين حول العالم، يحثّهم على تحقيق الأحلام والشعور بالطاقة الإيجابية.
ترى إليز أن تعاونها الاستثنائي مع الشاعر المصري أحمد علاء الدين خطوة جميلة، وتصفه: "شاعر ذكي، والتعامل معه بسيط غير مُعقد"، مؤكدة أن بينهم أفكار متطابقة، وتفاعل إيجابي في تحقيق أهدافهما الفنية المشتركة، فتجربتها الغنائية معه، تشعرها بالمتعة والشغف.
وتأمل إليز أن تستمر تجربتها الغنائية مع الشاعر المصري، وأن ينقلوها إلى نطاق أوسع: "نتمنى أن تنال الفكرة إعجاب الكثيرين".
"شيء جميل ومذهل أن أمزج الثقافة المصرية بالثقافة الغربية، شيء أشبه بالسحر".. يظل دافع إليز الأول هو مزج الثقافات الغربية بالعربية بالموسيقى والغناء، أو كما تقول هي: "أتمنى أن أجمع ما بين الغرب ومصر العظيمة عن طريق الفن، ونزع الطاقة السلبية، وزرع الأمل في نفوس الناس في مواجهة أحداث الزمن المؤلمة".
ظلت مشكلة نطق اللهجة المصرية، تصاحب إليز وهي تحضر لأغنيتها الجديدة، وهي أول مناسبة ستغني فيها باللهجة المصرية، قائلةً "سأظل في هذا التحدي لتحقيقه على أرض الواقع، رغم صعوبة وعمق اللغة العربية"، لافتة إلى أنها كلما سعت إلى تعلم اللغة العربية، كلما تمكنت أكثر من اتقان والاستمتاع بالموسيقى الشرقية المصرية.
حلم التمثيل ينتظر
تحققت بعض أحلام إليز، وأهمها السفر لمصر والغناء، لكن ما زال لديها حلم آخر تطمح لتحقيقيه، فتقول: "أحلم بالتمثيل في مصر سواء في فيلم أو مسلسل، أنا أعتقد أنني اكتسبت خبرة التمثيل من الحياة، أنا طوال حياتي أمارس التمثيل في حياتي الواقعية، يوجد مواقف حقيقية تدفعني للتمثيل في حياتي".
وتمنت لو شاركت كلاً من هؤلاء الفنانين في عمل فني من أمثال عمرو دياب، وأحمد مكي، ومحمد منير.
داعمة لحقوق المرأة
إليز أم لطفلين، تعشق الحياة بحرية، وتتعلم وتتميز بانفتاحها على الثقافات الأخرى، اقتنصت العديد من الجوائز خلال مسارها المهني. لذلك اضطرت لخوض العديد من التحديات والمواجهات بدايةً من حياتها الأسرية وفكرة سفرها لبلد أخرى وصولا إلى التصادم مع الثقافات والعادات والتقاليد الأخرى.
في حياة إليز شركاء آخرين للموسيقى يقتسمون شغفها ويشكلون فلسفتها في الحياة هم أطفالها. إليز تصف نفسها بالأم العزباء، لكنها تقول عن هذا المصطلح إنه لا ينطبق عليها بمفهومه الشائع. هذا لأن علاقة احترام وتشارك تجمعها بوالد أطفالها، حتى رغم الانفصال، مضفية: "والد أطفالي ما زال يدعمني أنا وأطفالي بنسبة 100٪".
وتلفت إلى أنها تقوم بدور الأم على أكمل وجه؛ لأنها تمتلك دعم وحافز لفعل ذلك، وتكشف أن رفض زوجها لفكرة سفرها للعيش في مصر كان سببا قوي اللانفصال.
ترى إليز أن صورة المرأة ارتبطت بالمنزل والأسرة والأمومة بشكل مُبالغ، وأن هذا الأمر غير منصف للمرأة؛ لأن أغلب المجتمعات تجبرها على أن تكون مستسلمة، وكل شيء حولها يدور حول البيت والتربية، والزوج فقط، دون الانتباه لحقوقها وأحلامها في الحياة.
وتدعم إليز النساء في العالم، مؤكدة أنها تناصر وتدعم النساء في أي مكان، وأنها تؤمن بقضايا المرأة، لأن أي منهن من الضروري، أن تشعر بأنوثتها وتؤمن بذاتها، وتتجنب التقليل من شأنها، النساء يجب أن يكون لديهن قوة تحمل، ولابد أن تكون المرأة مستقلة".
ولا تمانع الفنانة الأميركية من الارتباط برجل مصري، مشيرة أنها لا تفكطر في ذلك حاليًا، لكن لو حدث لابد أن يتقبل نظام حياتي وتفكيري وطبيعة عملي، وأن يكون ذكي، ويمتلك الدخل الخاص به، ويتسم بالمرح والتلقائية، ويكون وسيم وجذاب بالنسبة لي".