عون الخصاونة بين خيار الصمود أو العودة مجددا إلى لاهاي !!

خاص- أخبار البلد – في الوقت الذي يعترف فيه رئيس الوزراء عون الخصاونة بأنه تم استحضاره من لاهاي على وجه السرعة ومنحه "صلاحيات واسعة" من قبل سيد البلاد، ليكون رئيس وزراء واسع الصلاحيات والقرارات،  إلا انه – الخصاونة – بدأ العمل كمن يلعب بالوقت الضائع، فقد اختلط الامر عليه، فترك السمين من المهام الموكولة له، واشتغل بما لا يرتقي للشك بالغث من الظهور الاعلامي المكثف، الى اطلاق تصريحات وصفت بالقياسية نظرا لحجمها ونوعها وهو البعيد النائي عن مآزق ومطبات الوطن التاريخية، إلى تحركات وتنقلات ايضا وصفت بالفائضة، وذلك بالقياس إلى انه رئيس حكومة لم تزل في حكم الحكومة المكلفة فحسب، حيث لم تنل ثقة المجلس النيابي بعد .

فـ عون الخصاونة وعلى ما يبدو دخل المعترك السياسي الاردني خالي الوفاض، فبعد انقطاع زاد عن 12 عاما قضاها في الاغتراب تحت الاضواء الغربية، فقد بهرته الاضواء المحلية، وبدى تماما كالتلميذ "المعجوق" في اول يوم دراسي له  بين مريوله الأزرق الجديد ومطرة المياه وسندويشة المربى، ما انعكس بالمثل على مراقبيه والذين عجزوا عن اتمام مهمتهم في قراءة حال ؤئيس الوزرء، فرفعوا اقلامهم إلى إشعار آخر !

الخصاونة، الذي بادر أولى مهامه ومباشرة بعد ان دلف مكتب الدوار الرابع، سارع لإلغاء قرارات حساسة ورفيعة كانت قد أصدرتها حكومة معروف البخيت قبل رحيلها، على قاعدة (أنا ألغي .. أنا موجود) ، ليتجه إلى قرارات الدولة السياسية المتعلقة بالوجود التنظيمي "الحمساوي" في الاردن ويعلن دون سابق انذار الى  أن إبعاد قادة حركة حماس من الأردن في عام 1999 كان خطأً دستورياً وسياسياً، وكأن معضلات الوطن الاقتصادية منبعها وجود حماس من عدمه !

وتجاوزت تصريحات الخصاونة القياسية لتصل لانتقاد هيئة مكافحة الفساد، بالتزامن مع ظهور ملفات فساد دخلت تباعا إلى أدراج الهيئة على مرأى وعلم منه، في حين وقف الخصاونة قبالتها كالمتفرج شأنه شأن عموم الشعب، إلى ما تبع ذلك من غيابٍ تام لأي مسؤول حكومي عن الاجهة الاعلامية، تاركين الاضواء و"فلاشات" الكاميرات لدولة الرئيس، الذي تنتظره زوبعة مناقشة المجلس النيابي خلال الاسبوعين المقبلين كما هو متوقع بعد ان يقوم نهاية هذا الاسبوع بتقديم بيانه الوزاري لطلب الثقة !

 الخصاونة الذي خرج للاردنيين بتشكيلة حكومية تفتقر للوزن السياسي والخبراتي، والذي نال حالة استعداء من قبل اطياف المعارضة الاردنية جرائها، سيقف قريبا على محك (تكون او لا تكون)، فالحالة الاردنية الراهنة بما يخص الحراك الاحتجاجي لم يخبو فتيلها، بل زاد علو سقف المطالبات التي تفوق توقعات الرجل، وإن لم يدرك الخصاونة بأن مطالب الشارع الاصلاحية اطاحت بحكومتين سابقتين متتاليتين قبله، فإنه سيسارع الى تقديم استقالته لا ان ينتظر اقالته !!

وعلى غرار ما قال به محللون سياسيون أبان تسلم الرئيس الامريكي أوباما للبيت الأبيض من أنه تسلم سلة مليئة بالثعابين، فإن الرئيس الخصاونة تسلم سلة ثقيلة من "البيض والحجارة"، ندعو الله معه وله بأن يجد إزاءها خير المعينين ، وخلاف ذلك قد يكون مشهد عون الخصاونة مهرولا تجاه لاهاي مجددا غير مستبعد، بيد أنه لم يستقل من محكمتها، وانما حصل على اجازة مفتوحة لحينما يذوب الثلج عن مرج الحالة الاردنية !!