المصالح ترسم الملامح..

اخبار البلد ـ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس أكد أن مدينة القدس تخضع لمفاوضات الحل النهائي بين الاسرائيلين والفلسطينيين،وهو ما يعني إسقاط اعتراف إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب بأنها عاصمة موحدة لدولة لإسرائيل،ومنع أي مفاوضات حولها، فمصالح واشنطن تحدد ملامح سياساتها الخارجية،وهنا نحدد النقاط التالية:-

--جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله وبما يتمتع به من علاقات وثيقة مع إدارة البيت الأبيض ومع الرئيس بايدن كان وراء إعلانها أن القدس تخضع لمفاوضات الحل النهائي،وهذا يتوافق ومصالح الجميع في الإقليم(واشنطن وحلفائها العرب) باستثناء إسرائيل الراغبة بابتلاع ليس القدس وحدها بل ثلثي الضفة الغربية المحتلة.

-- إدارة بايدن الغت مراسيم الرئيس ترمب،كونها تقدم مصالحها السياسية وتوازي بين مكانتها كقوة عالمية وتشابك مصالح حلفائها،واستمعت بايجاب لمصالح حلفائها وخاصة الأردن، وقبلت تغيير سياساتها، كما أنها راجعت معظم الاتفاقيات الدولية التي انسحبت منها الإدارة السابقة،وتعاود الحراك السياسي والديبلوماسي لها على مستوى العالم،لرسم معالم سياسية جديدة متوازنة مع القانون الدولي تحقق ما يمكن لها من التمدد وملء الفراغ في والشرق الأوسط، ولهدف إحياء دورها القيادي.

-- تصريحات برايس شكلت صدمة لإسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو الذي يستجدي مهاتفة الرئيس بايدن له،فكل المؤشرات تذهب إلى أبعد من ذلك، وقد تضغط واشنطن على حليفتها تل أبيب في ملفات عديدة تتناغم ومصالحها في إعادة هيمنتها على الشرق الأوسط مباشرة.

-- القدس.. هي مفتاح السلام في ملفات الحل النهائي،وإدارة بايدن طالبت إسرائيل بالسماح للسلطة الفلسطينية بإجراء الإنتخابات التشريعية والرئاسية فيها، وبما يعني أنها جزء من الأرض المحتلة،وأنها خاضعة لمفاوضات الحل النهائي،وموقفها الجديد لا يلغي اعتراف كون القدس الغربية عاصمة لإسرائيل بل لا يعترف بالشرقية أنها موحدة وتحت سيادتها، وهذا موقف متقدم جدا،ويدفع باتجاه انفراجات حقيقية في إطار ترتيب البيت الفلسطيني ومن ثم إستئناف المفاوضات، والبحث في حلول تلبي مصالح الأطراف كلها وبقيادة امريكية بعيدا عن التحركات الأحادية والتي كادت أن تفجر دوامات جديدة من الحروب في الشرق الأوسط.

-- ليس سرا القول أن إسرائيل لم تعد لها اليد الطولى داخل البيت الأبيض،وأنها باتت تتلقى الصفعات السياسية وعليها التجاوب ولن تستسلم بسهولة، وأن ما بعد الإنتخابات الإسرائيلية القادمة وما بعد الانتخابات الفلسطينية سوف نشهد حراكا اقليما نرى بداياته الأولى من تصريحات ومواقف عربية داعمة لحل الدولتين، فالدور الأردني بارز لجهة تغيير بوصلة واشنطن في مسارات السلام الإقليمي.

-- إسرائيل كعادتها ستلجا إلى شراء الوقت عبر مواصلة لعبة الإنتخابات وعدم التوافق الحزبي،وربما سوف تذهب إلى إشعال حروب محدودة على غزة أو لبنان ولأسباب عديدة، وبما يفتح ملفات أخرى وتعقيدات أمام إدارة بايدن، ولا ننسى أن اللوبي الصهيوني في واشنطن يساعدها على تبرير أعمالها وسياساتها الراهنة.

-- ملامح سياسات واشنطن الجديدة،تفتح الطريق أمام عودة حلفائها الأوروبيين،وعودة تركيا إلى قيادتها،وقبول حلفائها العرب،وعودتها إلى فرض مصالحها على الجميع، فإنهاء حرب اليمن،ومحاولة حلحلة الموقف الروسي في سوريا،والذهاب إلى تحريك مسار استئناف مفاوضات السلام، واعتبار القدس جزءا من المفاوضات، يعيد لها هيبتها ونفوذها ومصالحها في قيادة العالم.

واشنطن مدعوة إلى مماسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لدفعها إلى عدم المماطلة وقبول التفاوض ليس على القدس الشرقية وحدها بل وفي جميع ملفات الحل النهائي،فاستقرار الإقليم مصلحة أمريكية إسرائيلية عربية.

-- قيادة الأردن للعمل العربي أتت ثمارها، فزيارة الرئيس المصري الى عمان ولقائه أخية جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله، والتوافق على ضرورة إستئناف مفاوضات السلام على أساس حل الدولتين،وراء رسم سياسات واشنطن الجديدة في المنطقة العربية.