أسألة في محل الألبسة

دعاني صديق في إحدى الدول الخليجية إلى زيارة لمحل للألبسة بحجة وصول ملابس وإكسسوارات تحمل علامة تجارية عالمية لبضعة أيام لعرض منتوجاتها وبيعها في المحل. لم يُطلب مني أن أكون من المدعوين ولم أكن من المهتمين بالحدث بل دعاني لكي أكون شاهد عيان, ويبدو أنه كان متوقِعاً أن هناك أمراً سيحدث..كان ردي يحمل شبهة السخرية عندما قلت له وكأن مُظاهرة ما ستنطلق من على باب المحل..في صباح ذلك اليوم وفي الساعة السابعة صباحاً كان العشرات من المواطنات النساء وبعض الرجال يحتشدون أمام المحل وماإن قتح أبوابه حتى بدأت الحشود بالدخول والأصوات تعلو والكاميرات الشخصية تصور الهوس الذي كان بالتأكيد مصاب الجميع, حتى أصبح البعض بعد مرور الساعة مشحون بالعنف ومنهم من يمتلىء وجهه بالحسرة على مافقد من تلك القطعة وذاك الإكسسوار, حتى أن أحد النساء صنعت من عبائتها كيساً أو حقيبة وبدأت بسحب كل مايمر أمام ساعديها لتلقيه داخل العباءة غير مكترثة بالمقاس المطلوب أو اللون المفضل وأخريات وقفن يترصدن كل القطع التي تخرج من المستودع قبل عرضها..لم يكن المشهد تمويناً إحترازياُ لحرب مقبلة ولا هو يوم مجاني لكل من يصحو مبكرا من نومه أو لدراسة إحصائية لعدد العاملين الذين لا يكونوا على عملهم في الوقت المحدد..لقد كان المشهد محزناُ ومخزياُ على الحالة والمشهد..نعم هذا الموقف كان بحاجة إلى شهود عيان ومراجعة دقيقة للحالة والثقافة وعدم المسؤولية التي أصبح البعض عليها..لقد وصلت مبيعات المحل في هذا اليوم إلى أكثر من ربع مليون دولار..
في اليوم الثاني وبعد الإنتهاء من صلاة الجمعة وقف شخص من المصلين مطالباُ بدقيقة واحدة للإستماع إليه..وبعد ذكر آيات من القرآن الكريم والأحاديث النبوية المتعلقة بالموضوع طلب الأخ بتبرعات مالية بما يجود به المصلين لدعم عائلات فقيرة في بلاد عربية وإعانتهم خاصة في فصل الشتاء وقد جمعت هذه اللجنة حوالي 200 دولار فقط..
مشهدان يحمل الكثير من الأسئلة والأجوبة ..عجبي أنهم تظاهروا بالآلاف ضد حكومتهم مطالبين بإقالة الرئيس تحت مايسمى "محاربة الفساد"!!!!