اليمين الإسرائيلي متشرذم ونتنياهو الأقوى !

 

اخبار البلد - أسابیع على موعد إجراء الانتخابات الاسرائیلیة العامة للكنیست وھي الرابعة في أقل من عامین ، وتكاد العملیة الانتخابیة تتمحور بین نتنیاھو وخصومھ من ٌ الیمین ، وتجمع استطلاعات الرأي أن وحدة الیمین الصھیوني تشھد تراجعا، والوسط والیسار ما زال على الھامش، وتغیب أحزاب كانت بارزة، بینما تسقط أخرى بعدما ولدت حدیثاً لخوض الانتخابات ، والحدیث عن الانتخابات للكنیست الإسرائیلي تحمل دلالات وأبعاد على عدم استقرار الوضع السیاسي الإسرائیلي الذي باتت تحكم أحزابھ المصالح الفئویة والخاصة كونھا الرابعة خلال عامین، ومن بینھا عملیّتان انتخابیتان فشلت في تشكیل حكومة، فیما الثالثة أنتجت كنیست، َ ومن ثم حكومة ھجینة بین متنافرین، لم تعمر طویلاً ّ . وكانت سمة ھذه الأخیرة الفعلیة، الخداع والضغینة والمكائد السیاسیة بین مركباتھا. ھذا الواقع یثیر أكثر من . علامة استفھام: ھل ھي مشكلة نظام انتخابي، أم أنّھا متأتّیة من كون إسرائیل كیاناً خلیط تحكمھ قبائل متنافرة ّ 

من الواضح أن الانتخابات الإسرائیلیة تُخاض، ھذه المرة أیضاً، في ظل منافسة الیمین لنفسھ وتعكس اھتمامات الشارع، بأطیافھ واتجاھاتھ المختلفة. إذ یقف على ٌ رأس اھتمامھ السیاسي بند ّ واحد: مع رئیس الحكومة بنیامین نتنیاھو أو ضد ّ ه، الأمر الذي یغیب أي مطلب آخر، سیاسي أو أمني أو اقتصادي أو اجتماعي، رغم ّكل التجاذب الذي فاق التقدیرات في ما یتعلّق بالنزاع القائم على خلفیة التباعد البیني في التركیبة المجتمعیة الإسرائیلیة بین الحریدیم (المتدیّنین) والعلمانیین. وقد . ّ ظھر ذلك بصورتھ القاتمة في ظل ِ جائحة «كورونا»، ورفض المتدیّنین الامتثال للإجراءات الحكومیة، ما زاد من ضغط الأزمة والانتقادات ّ ورغم أن استطلاعات الرأي تواصل إظھار نتنیاھو على أنّ ّ ھ أقوى المرش ّ حین، إلا أنّھ غیر قادر فعلیاً ّ على تشكیل الحكومة المقبلة، من دون أن ینجح في تخطي ّ بین مكوناتھ. كذلك، علیھ أن یرضخ لابتزاز من منافسیھ في الكتلة الیمینیة، الذین صعوبات، داخل معسكره الیمیني أولاً، حیث التنافس والتجاذب كبیر جداً ُ وا ھم رئاسة الحكومة بدلاً منھ، وھو ما كان منتفیاً في الانتخابات الثلاث الماضیة، التي شھدت تكتّلاً یمینیاً ثابتاً ّ 

یخوضون الانتخابات ھذه المرة من أجل أن یتولّ .خلفھ ٍ اللافت، كذلك، في ھذه الانتخابات، ھو تراجع مكانة ــــ أو اختفاء ــــ عدد من الأحزاب الإسرائیلیة التي كانت بارزة جداً في العملیات الانتخابیة الماضیة، وكانت ّ ق بحزب «أزرق أبیض»، في ظل الشكوك بشأن بقائھ السیاسي، كما یرد في ّ محل تنافس فعلي على تشكیل الحكومة بدلاً من «اللیكود». وھنا الحدیث یتعلّ ّ استطلاعات الرأي. فقد تراجع عدد المقاعد التي یقد ّ ر أن یفوز بھا، من أكثر من ثلاثین إلى البحث في إمكان أن یتخطى نسبة الحسم (العتبة الانتخابیة)، أي أن یحارب على بقائھ السیاسي. كذلك الأمر لجھة حزب «العمل»، وھو الحزب التاریخي في إسرائیل الذي سبق وجوده وجود الدولة نفسھا، فیما تستمر الكتلة .الیساریة المتركزة في حزب «میرتس» على تقلّصھا بین أربعة وخمسة مقاعد فقط، وفقاً للاستطلاعات ٌ 

أحزاب جدیدة تبقى على ھامش المشھد الانتخابي، كما تتوقّ َ ع استطلاعات الرأي، ولم تحظ َ بحضور ومكانة بارزین، ومنھا ما یُتوقع لھ الاختفاء من الحلبة السیاسیة بعدما ولد حدیثاً، مثل حزب «إسرائیلیون» برئاسة رئیس بلدیة تل أبیب رون خولدائي، وكذلك «الحزب الصھیوني الدیني» بزعامة بیتسالئیل سموتریتش (الاتحاد ّ )، وحزب «عوتسما یھودیت»، وحزب «الاقتصاد» بزعامة یارون زلیخة، وغیرھا. أما القائمة العربیة المشتركة المقدر لھا الانقسام على نفسھا الوطني سابقاً .ویتوقع تراجعھا من خمسة عشر مقعدا الى عشرة مقاعد ّ 

 التي قبل ثلاثین یوماً ّ على موعد الانتخابات الإسرائیلیة، من الواضح أن ّ النتائج المقد ّ رة كما تظھر الآن، ستمكِن نتنیاھو من تولّي مھمة تكلیف الحكومة المقبلةٍ أن ینجح في تجاوز صعاب تشكیلھا، مع تنازلات ٍ ولعب ٍ والتفاف على المصالح بین الأطراف المتنازعة في ما بینھا. وھو سیسعى إلى تشكیل ائتلاف َّ یقدر أیضاً ّ من الحكومة الحالیة، من دون تغییر جدي وملموس في ّ كبیر ما أمكنھ ذلك، لمنع أيٍ ّ من مكوناتھا لاحقاً، من ابتزازه سیاسیاً. الحكومة ستكون أكثر استقراراً . ّ توج ّ ھاتھا وسیاساتھا، مع إمكان أن یتحصن نتنیاھو خلفھا لتجاوز ملفّاتھ القضائیة والالتفاف علیھا