إعادة تعريف المصطلحات
بهذه المباشرة وبهذا الوضوح وضع جلالة الملك أكبر تجمع عالمي خارج الأمم المتحدة أمام الحقائق التي لا يمكن فهمها إلا إذا تم استحضار البعد الأخلاقي ليكون شاهدا على التوزيع الفاعل والعادل للقاحات وعلاجات فيروس كورونا، والحيلولة دون تهميش الدول ذات الدخل المحدود والفقيرة، بينما تستحوذ الدول الغنية على معظم اللقاحات، أو عندما يتعلق الأمر بإعادة ضبط العولمة لكي لا تضر بسلامة الشعوب وسلامة كوكب الأرض المهدد بالتغير المناخي، وشح المياه والغذاء، وكلها جوائح أخطر من جائحة كورونا التي ما تزال تجلب الأذى، وتضع العالم أمام خيارين إما أن يتوحد لكي ينتصر عليها، وإما تنتصر عليه بتفرقه وظلمه لنفسه
استخدم جلالة الملك في كلمته مصطلح «التعافي» في أكثر من محور من كلامه إلى ذلك التجمع، معبرا عن القلق من أي غياب للتضامن الذي يتوجب على الدول جميعها وعلى قدم المساواة أن تظهره بصورة عملية، وأوضح كذلك فهم الأردن لذلك المصطلح، عندما أشار إلى «اقتصادنا الذي يتطلع للتعافي» وكفاحنا في مواجهة كورونا وآثارها الاقتصادية والاجتماعية.
مصطلح التعافي بمعنى استرجاع القوى مصطلح مناسب جدا لنا، لأنه يمنحنا الفرصة لكي نراجع المصطلحات الاقتصادية، ونعيد تعريفها، حتى نعزز عوامل الشفاء ونسرع بها، كأن نحدد بشكل أكثر دقة القطاعات والأفراد المتضررين من «المرض» حتى نستعيد جزءا من تلك العوامل، أو نعيد تعريف «الشراكة والتعاون» بين القطاعين العام والخاص كي نفهم بطريقة أخرى المعنى الحقيقي لمصطلح «الاقتصاد الوطني» وفي كل الأحوال يجب ألا ننسى أن الهدف الأسمى من ذلك كله يكمن في القيمة الحقيقية للحياة على الأرض، وفي كرامة الإنسان وحقه في حياة آمنة مستقرة ومزدهرة.