تهديد بالخلايا النائمة

‏ هدد السياسي اللبناني رفيق نصرالله الأردن، بأنه حال تعرضت سوريا لأي ‏خطر خارجي، بايقاذ الخلايا النائمة التي تتبع لهم في الأردن وبعض البلاد العربية ‏الأخرى، ويركز على المنطقة الحدودية الغربية للأردن، ويدعي بان الخلايا في تلك ‏المنطقة كفيلة بان تقض مضاجع النظام الأردني.‏
‏ وهذا التهديد الذي يطلقه هذا السياسي المتحمس والمدافع باستماتة عن نظام الأسد ‏في سوريا ليس غريبا، فالرجل يدافع عن موقفة بشراسة ويستخدم اللغة التي يضن ‏أنها مفهومة بشكل واضح للجهة الأردنية التي يخاطبها، ويفترض أن رسالته واضحة ‏وتحمل مدلول الترهيب، ويرتكز على أن خلاياه النائمة على حد زعمه تولي له و ‏لأسياده الولاء المطلق، وان سلامة نظام بشار واذرعه في لبنان أهم من سلامة ‏الأردن ومواطنيه والمواطنين السوريين العزل، التي سُلبت كرامتهم من الزعامات ‏التي تتغنى بالبطولات القومية، وتتوهم أنها زعيمة المقاومة في المنطقة، وأنهم بقية ‏البقية التي تدافع عن الكرامة العربية، وتقف في وجه إسرائيل والمطامع الأمريكية ‏في المنطقة من دون العرب.‏
‏ نعم نحن في الأردن لا ننكر انه يوجد مفكرين وسياسيين ومتنفذين بيننا يكنون ‏احترام كبير لنظام الأسد في سوريا، وأنهم يدافعون عن هذا النظام ولديهم وسائل ‏ضغط يصبونها في التأثير على أي قرار أردني ضد النظام السوري، ولا نقول أن ‏هؤلاء الأردنيين الذين يدينون بهذا التوجه أنهم متمردون على النظام الأردني، أو ‏ندعي بأنهم خونة للأردن، أو أنهم ممن يسكت عن إراقة الدماء السورية، التي ‏أزكمت روائحها أنوف الأردنيين وكل العالم عدى بشار ونظامه المتهاوي، بل نحن ‏نترك لهم حرية الاعتقاد بما يريدون ونقول لهم ستكشف لكم الأيام أنكم كنتم على ‏خطأ.‏
‏ ولكن نؤكد لرفيق نصرالله الذي جعل من نفسه لسانا لبشار ونظامه، أن توهمك ‏أن المتعاطفين معكم من الأردنيين يشكلون خلايا نائمة تتحرك حسب أهوائكم متى ‏شئتم لتشكيل خطر على الأردن وأهلة، اعتقاد رجل جاهل، فالمعرفة التي تمتلكها عن ‏المتعاطفين معكم معرفة خاطئة ولا يعتقد بصحتها إلا انتم، فهؤلاء الأردنيين الذين ‏يمتلكون حرية التعبير عن الرأي وحرية المساندة لكم، لن تصل بهم الأمور إلى أن ‏تكون مصلحة بشار ونظامه فوق مصلحة أهلهم ووطنهم، وهذا باستثارة مشاعرهم ‏الوطنية من جهة، ومن جهة أخرى يجب أن تتذكر دائما ان الحكومات العربية كلها ‏خريجة مدرسة واحدة، فكل الحكومات العربية تمتلك أجهزة أمنية تحترف التعامل ‏مع الحركات الغير مرغوب بها، وهذا لا ننكر انه في الأردن موجود بل إن القبضة ‏الأمنية في مثل هذه الحالة تعتبر مطلبا شعبيا، قبل أن تكون ضرورة سياسية للتعامل ‏مع أي جهة تكون احد أهدافها المساس بالأمن أو السيادة الوطنية.‏
‏ أما وقد سمعنا رسالتك، فنقول لك أنت وأسيادك، إن الصمت الذي كان يطبق وينم ‏عن الرغبة بعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري لأمور كانت السياسة ترتجي أن ‏تصلح فاسدها، لم تعد ممكنة الآن فالشعوب تريد أيضا أن تسمع كلمتها، وكل من ‏يريد من الحكام قمع شعبة وإسكاته سيكون مصيره مصير سيدك الأسد، فالشعوب ‏العربية اليوم ترى ان الضرر الذي سيلحق بسيدك وطائفته، اقل من الضرر الذي ‏سيلحق بباقي الشعب السوري، فالأولى بهذه الحالة أن يتنحى سيدك عن السلطة ‏وأولى به أن يفعل ذلك، فالشعب السوري الآن لن يقبل بأقل من القصاص منه على ‏الدماء التي سفكها لحماية عرشه، واعلم ان الشعب السوري ليس بحاجة للوصاية ‏الإيرانية ولا بالخطب الرنانة لزعيم حزبك.‏
‏ واعلم ان التدخل العربي لنصرة الشعب السوري قادم، وان الشام ستشهد فتحا ‏جديدا، وان خلاياك النائمة بسقوط سيدك ستتغير حالتها النرجسية، واعلم ان الشام ‏بعد سقوط سيدك ستكون أقوى من يتحدث عن المقاومة وسيد من قادها.‏

kayedrkibat@gmail.com