منتخب الكرة يخسر بثلاثية عراقية دون التنازل عن الصدارة...

خسر المنتخب الوطني لكرة القدم يوم امس مواجهته قبل الأخيرة من الدور الثالث (الإياب) من التصفيات الآسيوية لكأس العالم أمام نظيره العراقي 1-3، في المباراة التي أقيمت على ستاد عمان الدولي، ضمن الجولة الخامسة من منافسات المجموعة الاولى في المرحلة الثالثة من التصفيات.
منتخبنا بالرغم من تقدمه بالحصة الأولى 1-0 بواسطة حسن عبد الفتاح وتزامن ذلك مع أفضلية كبيرة، الا أن تراجعه (الغريب) في الشوط الثاني سمح للمنتخب العراقي بفرض نفوذه وتسجيل ثلاثة أهداف عن طريق نشأت اكرم (هدفين) وقصي منير، وقد نقله هذا الفوز للدور الرابع الى جانب منتخبنا الذي ابقى على افضليته في صدارة المجموعة الأولى، بعد ان رد اعتباره من خسارة الذهاب 0- 2.
ويختتم كلا المنتخبين مبارياتهما خلال شهر شباط (فبراير) المقبل؛ حيث سيلتقي منتخبنا مع مستضيفه الصيني فيما يواجه العراق سنغافورة في مباراتين تحصيل حاصل.
وتابع المباراة جمهور كبير من كلا الطرفين ملأ ستاد عمان يتقدمهم نائب سمو رئيس اتحاد كرة القدم محمد عليان ونائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك ومدير الامن العام الفريق حسين المجالي.
الأردن 1 العراق 3
رمى المنتخب العراقي بكامل ثقله مع صافرة البداية، وضرب طوقا شديدا على منطقة الوسط، وضغط بقوة على تحركات حسن عبدالفتاح وشادي ابو هشهش وبهاء عبدالرحمن، معتمدا على محور عملياته أن يسير في اتجاه ميمنة المنتخب الوطني والتي تسببت فيها اندفاعات خليل بني عطية خلف عامر ذيب في فتح قنوات على طول الخط الجانبي، استغلها قصي منير وخالد مثنى في تشكيل خطورة حقيقية على مرمى عامر شفيع، فاضطر المدرب عدنان حمد الى تعزيز المنطقة عبر بهاء عبد الرحمن، ليفقد المنتخب مزيدا من قدراته على بناء الهجمات المنظمة والتي تولاها أبو هشهش وحيدا لفترات طويلة.
التحصين الدفاعي للمنتخب قاده بشار وأنس بني ياسين بصورة جيدة، وازنت بين عمليتي التغطية والاسناد من جهة، ورقابة تحركات رأسي الحربة العراقي مصطفى كريم ويونس محمود والأخير افتتح مسلسل الخطورة العراقية بكرة ثابتة علت عارضة شفيع قبل أن يكرر المشهد باستقبال كرة عرضية برأسه سبقه لها عامر شفيع، والذي بدأ في كل تخليص ناجح، مشروع هجمة اردنية تجاوز فيها خط الدفاع بكرات طويلة وجدت تعاملا جيدا من عامر وعبدالله ذيب على الأطراف واندفاعات موفقة لحسن عبدالفتاح في عمق الدفاع، والذي عبثا حاول قلبا الدفاع العراقي سلام شاكر وعلي حسين في الحد من خطورته وايقاف تهديده لمنطقة الجزاء سوى بالخشونة.
اللمسة الأردنية المتميزة غابت ثلث وقت الشوط الأول، قبل أن تطل رأسية حسن عبدالفتاح التي علت العارضة عندما استقبل عرضية باسم فتحي، ما دفع الفريق العراقي لإعادة ترتيب حساباته الهجومية، فتخلى نشأت أكرم ومثنى خالد عن دورهما الهجومي بصورة واضحة، فأتاح ذلك مساحات أوسع لتحركات أبو هشهش وبهاء عبدالرحمن، وهي التحركات التي اندفع معها عامر ذيب من الجهة اليمنى، ومنها جاء مشروع الهدف الأردني الأول في الدقيقة 17 عندما استقبل عامر ذيب تمريرة بني عطية النموذجية، فمرر كرة ماكرة كسرت مصيدة التسلل العراقية ووضعت حسن عبدالفتاح في مواجهة المرمى، فتخلص من المدافع علي حسين والحارس محمد قاصد بحركة واحدة ليواجه المرمى ويسدد بثقة داخل الشباك.
ارتفعت إثارة المباراة بعد الهدف، وتناوب الفريقان على تهديد المرمى، لكن أخطرها كانت التسديدة المباشرة التي نفذها عامر ذيب وضربت العارضة، قبل أن يعود نفس اللاعب ويرسل عرضية استقبلها حسن عبدالفتاح برأسية جميلة علت العارضة، قبل أن يكرر نفس المشهد من كرة طويلة ارسلها بشار بني ياسين، ولولا الانقضاض القوي الذي مارسه فريقنا على تحركات الفريق العراقي، لكان الضيوف نجحوا في ترجمة واحدة من الفرص التي لاحت بين هجماتنا والتي وجدت عامر شفيع في المكان والزمان المناسبين، حيث شكلت تحركات علاء عبد الزهرة في الجهة اليمنى لفريقه قلقا كبيرا لعبدالله ذيب وباسم فتحي، حيث تخلص في محاولة وسدد بقوة فأبعدها شفيع بقبضتيه، ثم هيأ كرة لباسم عباس الذي سدد في أحضان الحارس شفيع والذي استعرض في امساك رأسية سلام شاكر فانتهى الشوط الأول بتقدم المنتخب بهدف من دون رد.
قوة ضاربة وثلاثية عراقية
مدرب المنتخب العراقي زيكو والذي انتفض كثيرا في الشوط الأول، استهل الشوط الثاني باندفاعة كبيرة بعد أن دفع باللاعبين هوار محمد وكرار جاسم في الوسط والأمام، وأعاد علاء عبدالزهرة للخلف مكان سامال سعيد، وأثمر الضغط العراقي عن عرضية خطيرة كاد يونس محمود أن يفعل بها شيئا لولا أن سبقه شفيع، وتسديدة قوية خارج المرمى لمثنى خالد، قبل أن يرمي يونس محمود عرضية ضربت دفاع المنتخب الوطني فوصلت نشأت أكرم الذي سددها على يسار شفيع هدف التعادل في الدقيقة 55.
مدرب المنتخب عدنان حمد حاول استدراك المشهد العراقي متنامي الخطورة، فأشرك عدي الصيفي بديلا لعبدالله ذيب خلف المهاجم احمد هايل، وحاول من خلال التبديل تضييق تحركات ظهيري المنتخب العراقي، لكنه لم يعالج المساحات الشاغرة التي تركها بني عطية مجددا، فأطل العراقي بخطورة متتالية من تحركات كرار جاسم الذي عجز لاعبونا في مراقبته، ومن كرة بينية لعبها يونس محمود تابعها مثنى خالد باتجاه قصي منير الذي استغل الدربكة أمام مرمى شفيع ودك الكرة في مرماه هدف التقدم العراقي في الدقيقة 66.
حالة من الارتباك والتوتر غلفت خطوط فريقنا الوطني بعد الهدف، في الوقت الذي واصل فيه العراقي عملية الضغط وبقوة على منطقتي الوسط والأطراف، فسيطر بصورة مطلقة على مجريات اللقاء، وللتخلص من حرج الموقف، حاول المنتخب شن هجمات خاطفة على مرمى خصمه لتخفيف الضغط على منطقة عامر شفيع، لكن الدفاع العراقي كان حاضرا وبقوة خاصة بعد أن ألغى فاعلية احمد هايل وأطبق على تحركات حسن عبدالفتاح وبهاء عبدالرحمن، ومع الضغط المتواصل للعراقي ومن مجهود فردي لكرار جاسم، تخلص من خليل بني عطية بسهولة، ومرر لنشأت أكرم غير المراقب داخل منطقة المرمى، فلم يتوان الأخير عن تسديد الكرة في شباك شفيع الهدف الثالث في الدقيقة 81.
حالة التخبط الدفاعي للمنتخب لم يفلح معها إشراك حاتم عقل مكان أنس بني ياسين والذي عابه التنسيق مع بشار بني ياسين في المنطقة الخلفية، مثلما لم تفلح المحاولات الفردية فيما تبقى من وقت عبر حسن عبدالفتاح واحمد هايل وبهاء عبدالرحمن وعدي الصيفي، لتنتهي المباراة عراقية خالصة بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد للمنتخب الوطني الذي ألغى له الحكم الاماراتي هدف عدي الصيفي الرأسي من عرضية احمد هايل بداعي التسلل في الدقيقة 44، ورأسية عبدالفتاح في الثواني الأخيرة بعد أن اصطدمت بالعارضة والأرض.
المباراة في سطور
العراق 3 الاردن 1
الملعب: ستاد عمان
الجهور: 17 ألف متفرج
سجل للأردن: حسن عبدالفتاح 17
سجل للعراق: نشأت أكرم 55 و81، وقصي منير 66
الحكام: أدار اللقاء طاقم إماراتي: علي حمد وصالح المرزوقي وسعيد الحوطي، والعماني يعقوب سعيد وراقبها السعودي سلمان النمشان.
العقوبات: انذر الحكم كل من انس بني ياسين من الاردن، وعلاء عبدالزهرة من العراق.
مثل الأردن: عامر شفيع، بشار بني ياسين، باسم فتحي، أنس بني ياسين (حاتم عقل)، شادي أبو هشهش، بهاء عبدالرحمن، عامر ديب، حسن عبدالفتاح، خليل بني عطية، أحمد هايل، عبدالله ذيب (عدي الصيفي).
مثل العراق: محمد قاصد، باسم عباس، سلام شاكر، علي حسين، سامال سعيد (هوار محمد)، قصي منير، مثنى خالد، نشأت أكرم، علاء عبدالزهرة، يونس محمود، مصطفى كريم (كرار جاسم).
المؤتمر الصحفي
قال المدير الفني للمنتخب الوطني عدنان حمد إن اختلاف الدوافع وعدم وجود الحافز للمنتخب بالإضافة الى استثمار الفريق العراقي للفرص المتاحة أمام مرمانا كانت سببا رئيسيا في قلب النتيجة ومن ثم الخسارة، وأضاف حمد الذي كان يتحدث في المؤتمر الصحفي الذي أعقب اللقاء، أن المنتخب العراقي كان محظوظا في الوقت الذي اعتبر الخسارة لمنتخبنا أنها مفيدة، وأوضح أن العراقيين لديهم العديد من الوجوه البديلة الذين يتمتعون بمستوى عال، وأشار الى أنه يصعب الحكم على منتخبنا من مباراة واحدة، ولعل الأرقام هي الفيصل، واختتم حديثه بأن منتخبنا استعاد عافيته في الدقائق الاخيرة وكان قريبا من ادراك التعادل بعد أن ارتدت كرة حسن عبد الفتاح من العارضة وإلغاء هدفا للصيفي بداعي التسلل على حد تعبيره.
بدوره أبدى مدرب المنتخب العراقي البرازيلي زيكو رضاه عن أداء فريقه، وقال إن الأوراق البديلة ساهمت بتفوق العراق الذي فرض إيقاعه بالشوط الثاني وأحكم قبضته، في الوقت ذاته الذي ابدى زيكو صعوبة بمواجهة بعض المنتخبات في الدور الرابع أشبه بإيران وكورية الجنوبية وأستراليا، لكنه وعد ببذل قصارى جهده للوصول بالمنتخب العراقي إلى البرازيل في النهائيات.

شذرات من المباراة

* أقيمت المبارة برعاية نائب سمو رئيس اتحاد كرة القدم محمد عليان، وحضر اللقاء وزير الشباب الدكتور محمد نوح القضاة، ونائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك، وعدد من اعضاء مجلس النواب العراقي، والعديد من الشخصيات الرياضية، إضافة إلى مندوبي الشركات الراعية والداعمية لاتحاد كرة القدم والمنتخبات الوطنية.
• كان حراس المنتخب الوطني عامر شفيع ولؤي العمايرة وفراس صالح اول الواصلين لارض ستاد عمان الدولي بقصد الاحماء، وكان ذلك عند الساعة الخامسة وعشر دقائق.
• حراس المنتخب العراقي دخلوا أرض الملعب عند الساعة 5.15 دقيقة بهدف الاحماء.
• لقي المنتخب الوطني الترحيب الحار من الجماهير الاردنية لحظة دخوله لاجراء عملية الاحماء والذي تم عند الساعة الخامسة والربع تماما.
• المنتخب العراقي دخل للإحماء عند الساعة الخامسة وخمس وعشرين دقيقة، حيث لاقى الترحيب والتشجيع من الجمهور العراقي المتواجد أغلبيته على ميمنة المنصة في الدرجة الثانية.
• بدأت الجماهير الاردنية والعراقية بالوصول الى ستاد عمان الدولي بحدود الساعة الثانية عشرة ظهرا، حيث تم فتح الأبواب الساعة الثانية والنصف، وذلك لدخول الجماهير.
• ترتيبات أمنية خارج وداخل ستاد عمان الدولي، حيث تولى العقيد عيسى العلاونة الأمين العام للاتحاد الرياضي لقوات الدرك الترتيبات داخل الملعب، حيث حظي الجميع بالتعاون المطلوب من قبل قوات الدرك وبإشراف العلاونة على كل صغيرة وكبيرة.
• مجموعة من لاعبات المنتخب الوطني للسيدات تابعن اللقاء، وقمن بالتشجيع طوال فترة المباراة.
• تولى محمد السعود مهمة الاشراف على دخول اللاعبين والاطفال المرافقين للمنتخبين من مركز الرصيفة للواعدين، وحملة اعلام المملكة والاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" وعلم العراق.
• "الشماغ الاحمر" ظهر مبكرا هذه المرة، حيث رفعت الجماهير الاردنية الاعلام الوطنية والشماغ الاحمر قبل انطلاق المباراة.
• المدير الفني للمنتخب العراقي؛ البرازيلي زيكو بقي واقفا طوال فترات الشوط الاول.
• فرحة هستيرية طغت على مدرجات الجمهور الاردني بعدما تمكن حسن عبدالفتاح من تسجيل الهدف الاول للمنتخب، الفرحة بقيت مسيطرة على الاجواء طويلا.
• تم بث المباراة على شاشة عملاقة داخل ستاد عمان الدولي.
• الامواج المكسيكية كانت حاضرة في مدرجات الجمهور الأردني بعد ان حقق المنتخب الاردني هدفه الاول.
• الهدف الذي سجله حسن عبدالفتاح لمصلحة المنتخب الوطني، أدى الى تراجع الجمهور العراقي الكبير عن التشجيع، فيما واصلت رابطة المشجعين الهتاف طوال مجريات الشوط حتى نهايته.
• "بالروح بالدم نفديك يا أبوحسين" و "هاي الأردن أردنا وابو حسين قائدنا"، هتافات كان يرددها الجمهور الاردني طوال مجريات الشوط.
• اعلن الحكم الرابع دقيقة واحدة بدل وقت ضائع في الشوط الاول.
• مراقب المباراة السعودي سليمان النمشان اضطر للذهاب للمذيع الداخلي للملعب بعد ان اعلن عن توجيه البطاقة الصفراء للاعب المنتخب العراقي علاء عبدالزهرة، وطلب منه عدم تكرار ذلك.
• بدلاء المنتخب الوطني قاموا بإجراء الاحماء بين شوطي اللقاء، بحثا عن الجهوزية المطلقة قبيل اجراء اي تبديل للمدير الفني الكابتن عدنان حمد.
• مدير الأمن العام الفريق الركن حسين المجالي نزل أرض الملعب بين شوطي اللقاء، حيث أبدى توجيهاته للأجهزة الامنية بضرورة المحافظة على راحة الجمهور، والمحافظة على سلامة اللاعبين، بالإضافة الى المرافق الرياضية.
وقال المجالي في حديث خص به "الغد"، إن القوات الأمنية بشقيها الامن والدرك يتفهمون اقصى درجات الحرص للمحافظة على الامن، لنعكس صورة حضارية عن الأردن وانه بلد مضياف.
• اعتراض من الجهاز الفني والإداري للمنتخب العراقي على خلفية عدم احتساب ركلة جزاء للعراق في الدقيقة 51.
• هاج وماج الجمهور العراقي بعد ان تمكن نشأت اكرم من تحقيق هدف التعادل في الدقيقة 55.
• هدأت وتيرة عصبية المدير الفني للمنتخب العراقي زيكو بعد ان سجل قصي منير الهدف العراقي الثاني في الدقيقة 66.
• صمت رهيب اصاب المشجعين الاردنيين، بعدما سجل نشأت اكرم الهدف الثالث للعراق في الدقيقة 81.