النهار الكويتية... مؤامرة دولية ضد سورية العربية

تتعرض سورية العروبة لمؤامرة دولية خطيرة هدفها تدمير سورية وتقسيمها والنيل من عزيمتها في مواجهة المخططات الاستعمارية في المنطقة العربية وإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي لصالح إسرائيل تماما، وعلى حساب الحق الفلسطيني في دولة ذات سيادة.

وليس أدل على هذه المؤامرة الدولية من النصيحة الأميركية للمسلحين في سورية بعدم الاستجابة لدعوة وزير الداخلية السوري بتسليم أسلحتهم والدخول في حوار وطني مثمر هدفه الصالح العام.

فلمصلحة من هذه النصيحة؟ وما الغرض من ورائها؟ سيجيب كل منصف عاقل أنها لمصلحة أعداء سورية والغرض من ورائها تدمير الانجازات السورية التي تحققت طوال عشرات السنين، وتركها فريسة لكل طامع معتد آ3م، أو تقسيمها واستنزاف الدماء العربية في جميع أرجائها.

وأمامنا نماذج عربية يجدر الاعتبار منها وآخرها ليبيا، فقد تدمّر هذا البلد عن بكرة أبيه وتقتل أبناؤه فيما بينهم وشوهت صورته العربية الإسلامية علما أن أضرار سورية في حال اشتداد الاقتتال بالسلاح بين الأخوة والتدخل الأجنبي المباشر أو غير المباشر ستكون أكثر وبالا على الحاضر والمستقبل، فتتقسم سورية وتطل الطائفية برأسها فيها من جديد، والأخطر أن تفقد سورية العروبة الأبية فتسرح إسرائيل وتمرح بل وتعربد في المنطقة العربية كما يحلو لها، وتضيع قضية فلسطين ومقدرات العرب وثرواتهم أكثر مما هي ضائعة الآن.

ورغم خطورة هذا فان هناك وللأسف الشديد ومن بعض العرب من يصب الزيت على النار في سورية وغيرها بدلا من التغيير والإصلاح السلميين، أما لجهل أو لخبث وحقد، فيبالغ في تصوير الأحداث في سورية ويغض البصر عبر فضائيات ناطقة بالعربية عن النية الصادقة للرئيس السوري بشار الأسد في الإصلاح الدستوري وتكوين الأحزاب وإجراء الانتخابات الحرة النزيهة والقضاء على الفساد المستشري في معظم الدول العربية إن لم يكن كلها وليس في سورية وحدها، فلمصلحة من تفتيت سورية يا عرب؟ ومقاتلة السوريين لبعضهم البعض والتمهيد لتدخل أجنبي ثمنه أو كلفته عالية حاضرا ومستقبلا ليس على سورية وحسب لكن على العرب أجمعين.

فالغرب لا يتدخل عسكريا ويرسل أولاده ليموتوا من اجل سواد عيوننا وترسيخ مبادئ العدالة والديموقراطية والحرية في بلادنا، لكن من أجل ثروة العرب ونفط العرب، فكل تدخل غربي له ثمن وفاتورة يجب تسديدها ولسنوات طوال، فالغرب يدمر بطائراته ليعمّر بثرواتنا ما دمره.

فهل هذا ما يرضي العربي الأصيل؟ بالطبع لا.

على كل حال، وحسبما أرى على أرض الواقع كمستثمر عربي في سورية فان النظام السياسي فيها متماسك واقتصادها متين ونهضتها مستمرة وتضافر فئات الشعب وطوائفه مفخرة والتفاف قوى الشعب حول قيادته الإصلاحية الشابة، مؤكدة وليس أدل على هذا من زيارة الرئيس بشار الأسد للرقة أخيرا ومن سعر الليرة السورية وتدفق صادراتها الزراعية إلى دول الخليج عامة والكويت خاصة.

سورية مزدهرة، هذه حقيقة واضحة لكل مبصر وبصير، مهما كذب أعداء العروبة وافتروا.. وان غداً لناظره قريب.