الانانية وحب النفس
هل خطر ببالك اخي القارىء لماذا تريد ان تكون اول الصاعدين عندما تذهب الى المصعد, وعندما تصعد تريد ان تكون اول الواصلين وحتى لو كانت الازرار المضيئة عكس الاتجاه الذي تريد .وعندما يكون هناك شاغرا او بعثة او دورة او غبرها تريد ان تكون في مقدمة الحاصلين ؟ اذا لم يكن لنفسك فربما لشخص يعنيك امره , او لك عنده حاجة ,واذا لم يكن كذلك فربما لابن جارك ,والا فربما لصديق قريب جارك وهكذا.
في كل مرة تريد ان تكون اول من يستفيد من جميع الفرص , اما ماذا يحصل للاخرين فلا يعنيك , واذا كان الامر فيه خطورة وتضحية فسرعان ما تتراجع وتدفع بالاخرين امامك حيث يخيل لهم انك تضيفهم, واذا كان الامر خطيرا فربما تولي هاربا.
ان الانسان شديد الحب للخير ولكن هل ياترى حب الخير لنفسه ام للناس ؟
لا شك انه يحب الخير لنفسه واذا جلس على المائدة يجلس بالقرب من القطعة الكبيرة لانه يريدها لنفسه قبل ان يتناولها غيره ,واذا جائك بمعاملة ما, انه على عجله ولديه الكثير من الاشغال, ويعطيك الكثير من الاعذار , لذلك يجب ان تهتم به اول الناس .
انه لا يكترث بالفوضى التي يثيرها بين الصفوف لانه شديد الحب لنفسه وبطنه ويمتاز بالانانية ,وفي نفسه لها جاذبية ,وتلعب دورا هاما في قضاء حاجاته الشخصية.وتذهب الامور الى اسوا من ذلك عندما تكون الانانية على اشدها وعندما ينسب الانسان افعال غيره لنفسه ويحب ان يحمد بما لا يفعل.
فذلك الاناني الذي يهين ولا يكاد يبين لا يمتلىء بطنه مهما وضعت به , ولا يحب الخير للاخرين مهما اتاه الله من خير . فهو في العمل صاحب البطولات وله على كل الانجازات بصمات, وهو في الشارع يقطع الاشارات مخالفا الانظمة والتعليمات ,وهو في البيث يقضي نهاره باعطاء الاوامر لابنائه هات يا ولد هات,وعندما يذهب الى المخبز لا ينتظر دوره للحصول على الخبزات ,وهو الكل بالكل ولا يترك مجالا للذين يعملون الكثير ولا يرجون الا القليل.
فهل ان الاوان ان يترك الانسان ما لا يعنيه لما يعنيه ,ويتحرر من ثياب الانانية ويحب الخير للناس ولنفسه.