تكبرين في أوردتي

وها أنتِ ثانية تمارسين الجنون فوق أصابعي. تمدين خصلات شعرك الفوضويّ في فضاء دمي.

ها أنتِ مرة أُخرى ولا أقول أخيرة ، تتمادين في صخب الطفلة البريئة، وتنقر عصافير روحك « حبّات « قلبي. فأغدو سعيدا، فرحا مثل مقاتل نجا من الموت بصعوبة.

أنا لا أذكر متى رقصنا معا لأول مرة. ربما قبل عشرات السنين . ربما قبل مئة عام . حين التقينا « صُدفة «، وكنتُ في ذلك اليوم « متلبّسا « ب « فنجان قهوة «.

يومها قلتِ لي: أنا مثلك أُحب القهوة « الوسط».

وبعدها صرتِ حبيبتي!

يراودني الصباح أن أهزم التردد وأجيء إليكِ بكل عنفواني وبكل همجيتي وبكل جنوني.

فمنذ عرفتكِ أيتها الغالية وأنا « رهين الجنون « ورهين الفرح ورهين لحظات الغروب.

منذ عرفتكِ أيتها الغالية وأنا أتنفس من قلبك وأُحسّ وكأنني أطير بجناحيكِ. وأمضي الى وقتي بكلامك وأُجامل الآخرين بلسانك وأُحارب القلق بأصابعك.

يوم رقصنا ، كنا نحتفل بعيد ميلادك ـ كما أذكر. وليتني نسيت.

وكانت الساعة تقترب من منتصف الليل.

كنا وحدنا

وكان حولنا كثير من الحزن، لأنك كنتِ تستعدين بعدها للسفر.

قلتِ لي ليلتها: حاول أن تنهي جنونك، هذه رقصتنا الأخيرة.

يااااااه

وشعرتً وقتها ، وكأنكِ تمدين الى خاصرتي سكّين رحيلك.

ها أنا أنزف من بعدك.

ها أنا أستفيق من غياب طويل. أستحضر قهوتنا الأخيرة ولهاثنا الأخير.

و.. رقصتنا الأخيرة!

كأنني على موعد دائم مع الجنون

كأننا على موعد دائم مع الصخب.

أتأمل خصلة شعرك التي لامسها « الشيب»، وأضحكُ في نفسي: والله وكبرتِ يا صغيرتي!

أتذكرين أُغنية فيروز التي كنا نظن ـ يا لحماقتنا ـ أنها غنتها لنا

« سألونا وين كنتو 

وليش ما كبرتوا انتو

منقلن نسينا»

آاااااه..

تذكرت

.. نسينا!