منتخبنا الوطني ما بين الانجاز وامور بحاجة الى انجاز



11 / 11 / 2011 منتخبنا الوطني ما بين الإنجاز و أمور بحاجة لإنجاز
بقلم : حذيفة منير الدقامسة

لا يسعني في مستهل كلامي هذا إلا التقدم بأحر مشاعر التعزية و المواساة لفقيد الأسرة الرياضية الأردنية ، عضو رابطة مشجعي منتخبنا الوطني محمد أبو غالية ، إنا لله و إنا إليه راجعون.

لعل أكثر ما شاهدناه في 11/11/2011 هو الرقم واحد ( 1 ) ، و من باب الصدفة بالزمان ومن باب الإنجاز هو ان منتخب النشامى و للمرة رقم واحد في تاريخه يتأهل للدور الحاسم في تصفيات كأس العالم ، و لم يكتف النشامى بذلك بل ما زالوا الرقم واحد في المجموعة رقم واحد ، و الأكثر من ذلك كله أنه المنتخب رقم واحد في آسيا الذي حصد العلامة الكاملة حتى الآن ، فكان هذا اليوم يوما أردنيا بامتياز حاله كحال تاريخ اليوم المميز ، لا ننسى طبعا أن التلفزيون الأردني خصص 11 كاميرا لبث المباراة لتتواصل بذلك هيمنة هذا الرقم في ذلك اليوم .

بعيدا عن أحداث المباراة و تكتيكها ، فما زال سمو الأمير علي بن الحسين نائب رئيس الاتحاد الدولي و رئيس الاتحادين الأردني و غرب آسيا مثلا يقتدى به في تطوير كرة القدم الأردنية ، متابعا لكل أجواء المنتخب من كبيرة و صغيرة ، و مقدما لهم كافة أشكال الدعم المادي والمعنوي ، كذلك لن ننسى الحضور الرائع للحكومة الأردنية ممثلة برئيس الوزراء عون الخصاونة و رئيس مجلس الأعيان طاهر المصري وعدد من الوزراء الذين تابعوا المباراة من قلب الحدث .
هذا و قد كان التنظيم قبل و أثناء وبعد المباراة عالي المستوى فنيا و إداريا كترتيبات بيع التذاكر و الدخول و الخروج ، إضافة إلى اللوحة الفنية الرائعة التي رسمها جمهورنا و التي تعكس الوعي الرياضي و الصورة المشرقة التي وصلت له الرياضة الأردنية .

و الآن نأتي إلى الأمور التي هي بحاجة لإنجاز ، نشكر التلفزيون الأردني أولا على هذا البث المفتوح لمباراة منتخبنا على الرغم من بعض الحيثيات التي سنتطرق لها .

من المعلوم أن التلفزيون الأردني هو من اشترى حقوق بث المباراة ، و لكن هناك قناة أردنية أخرى قامت بتقل المباراة من شاشة التلفزيون الأردني دون استخدام أساليبها و معلقيها و تقنياتها الخاصة بها ، بينما هناك قناة أخرى غير أردنية بثت اللقاء بمعليقها و بتقنياتها الخاصة .

شدد سمو الأمير علي و الجهاز الإداري و الفني قبل المباراة على أهمية عدم الإفراط في الثقة و حساب ألف حساب للمنتخب السنغافوري ، إلا أن واقع مقدمي ومعلق التلفزيون عكس غير ذلك ، و صدق من قال : " أتمنى أن لا يسمع اللاعبون ما يقال قبل المباراة " ، فمعلق المباراة مثلا أفرط كثيرا بالثقة و طالب الجماهير بعدم الخوف لأن المباراة محسومة للنشامى من الآن و الفوز هو أردني دون أدنى شك ، و هذا كله قبل انتصاف المباراة ، على الأقل كان الأولى قول " إن شاء الله " . فقد كان هناك انتقاد من قبل الجماهير الأردنية الى معلق المباراة بعدم إضفاء جو للمباراة بتاتا !!!

بعد المباراة أو " بعد الإنجاز " فإن أي تلفزيون في العالم يخصص بثه للفرحة ، و هذا ما حدث ، فكان من الرائع إجراء لقاءات مع سمو الأمير علي و الحكومة الأردنية ، ولكن و بكل تأكيد فهذا ليس الوقت المناسب لأن تكون هذه اللقاءات مخصصة للتحدث عن الدعم الملاييني الذي على الحكومة أن تقدمه للاتحاد و اللاعبين ، في لقطة أعتقد أنها لم تعجب سمو الأمير علي و رئيس الوزراء ، فهذا ليس الوقت المناسب بداية ، و هناك في الاتحاد و الحكومة من يدرس الموضوع دون الحاجة لتدخل أطراف أخرى ، فالأمير علي أعرف ما يكون بأمور الاتحاد.

التلفزيون الأردني الذي تأسس عام 1968 ، ما زال و بكل أسف قاصرا في مجال الكرة و الرياضة الأردنية ، فمثلا قبل كل مباراة ، التلفزيون يعطي هالة إعلامية كبيرة جدا ، و هذا الأمر لا يروق لعدد هائل من الأردنيين ، فهذه الهالة يجب أن لا تخرج عن المألوف و أن تكون بصورة منظمة و مختصرة لأن المنتخب لم يتأهل لكأس العالم بعد ، بل و ان القادم أصعب .

هذه الأمور التي سبق ذكرها لا تعبر عن رأي فئة قليلة من الأردنيين ، و إنما كان هناك عدد كبير من الانتقادات في هذا الموضوع .

و لا يسعنا نهاية إلا التقدم بأسمى آيات التهنئة و التبريك لجلالة الملك عبدالله الثاني باني المسيرة و لسمو الأمير علي ربان السفينة ، و الشكر كل الشكر لكل الداعمين للمنتخب الوطني ، و إن شاء الله تكتمل الفرحة بالوصول إلى البرازيل 2014 ، لن نقول إلا " يا رب يا عالي ... انصر منتخبنا الغالي ".



حذيفة منير دقامسة
Dagamseh91@yahoo.com