لماذا الأونروا؟

اخبار البلد-

 

يمر البعض على وضع «الأونروا» وما يعصف بها من مشاكل منذ أكثر من عامين مرور التجاهل، معتبرين بقاءها من عدمه سيّان في عرفهم السياسي والإنساني، متناسين أن وكالة الغوث التي أنشئت لتمضي تحمل عنوانا غاية في الأهمية للقضية الفلسطينية فهي تحمل عنوان «اللاجئين الفلسطينيين» أحد أهم ملفات الحل النهائي، وأكثرها حساسية وربما خطورة.

غاب حضور كثير من الدول عربيا ودوليا عن ملف الأونروا، وفي فترة زمنية مضت تفرّد الأردن في حمله لهذا الملف، وضرورة بقاء وكالة الغوث، ودعمها لاستمرارية عملها ومن ثم استمرارية حضورها الذي يؤشّر وبشكل علني وواضح لحضور ملف اللاجئين الفلسطينيين الذي سيبقى أولوية أردنية بصفة انسانية وكونه من أكبر الدول المستضيفة للاجئين.

لم يبتعد ملف الأنروا يوما عن الأجندة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، وفي كافة المحافل الدولية والإقليمية، وكان الراعي الأساس لأي جهد أو مؤتمر خاص بوضع الوكالة، مقدّما شرحا دائما لواقع الحال وأهمية استمرارية دعمها، مع تقديم الحلول لأزمتها التي تعيشها منذ فترة ليست بالقصيرة، ولا يمكن التغاضي عن أن الأردن من الدول التي تتحمّل أعباء نتيجة استضافتها لأعداد كبيرة وهي الأكبر من اللاجئين الفلسطينيين.

وفي إعلان جامعة الدول العربية لمؤتمر دولي، مطلع العام المقبل برئاسة أردنية سويدية مشتركة لدعم الأونروا والتوصل إلى آلية تضمن تمويلا مستداما، هي إشارة واضحة لاهتمام الأردن بهذا الملف، وسعيه الدائم لإيجاد حلول عملية لأزمة الأونروا، وخطوة جديدة ضمن مسيرة طويلة تبنّاها الأردن بقيادة جلالة الملك لبقاء وكالة الغوث وتوفير الدعم المستمر لها، سيما وأن الدخل الإجمالي الذي تلقته في العامين الأخيرين لا يتناسب مع التكاليف المطلوبة لتقديم خدماتها الحيوية؛ ما ينذر بكارثة قد تؤدي لانهيار الوكالة وعجزها عن أداء مهماتها، وهو ما حذّر منه الأردن على مدى العامين الماضيين.

نعم، الأردن، يهتم بالاونروا وجعلها أولوية، وهي تقف على حافة كارثة على الجميع وتحديدا الدول المانحة، لتنقذ هذا الرمز الذي يؤكد بقاء قضية اللاجئين أولوية، على طاولة البحث الإقليمي والدولي، وهو الإصرار الأردني لمواصلة مسيرته بهذا الشأن، في خطوة اضافية بتنظيم هذا المؤتمر لدعوة العالم والدول المانحة لتوفير مصادر دعم دائمة ومستمرة للأونروا، التي وكما أكد الأردن مرارا في وجودها يبقى ملف اللاجئين حاضرا.

جامعة الدول العربية، اعتبرت هذا المؤتمر الذي يرأسه الأردن فرصة لدعم الأونروا، مستبقة الحدث بدعوتها الدول المانحة للوفاء بالتزاماتها المالية للأونروا لتمكينها من أداء مهماتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين لحين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم وفقا لقرارات الشرعية الدولية، ولا شك أن هذه الدعوة تعدّ خطوة متقدّمة لجهة دعم الأونروا والشدّ على يدّ الأردن في هذا الشأن بأن هذه المسؤولية على الجميع الالتزام بها، وعدم حرف وجهة الاهتمام العربي والدولي عنها كونها أولوية ملحّة على الجميع عدم التغاضي عن أهمية استمرارية عملها.

وعندما تتحمّل الدول العربية المضيفة للاجئين أعباء كبيرة، في حين تقدّر مساهمات الدول العربية في موازنات الأونروا بحدود 73ر7%، فإن الأمر يستدعي وقفات متابعة، ومراجعة، إذ على الجميع أن يتحمل مسؤوليته حيال هذا الملف، كما دعا ويدعو الأردن باستمرار، فلا بد أن يكون هناك مشاركة عملية لبقاء واستمرارية دعم وكالة الغوث للاجئين الفلسطينين، حتى نضع العالم كافة بأنه «لماذا الأونروا» كون بقائها يُبقي ملف اللاجئين الفلسطينيين حيّا.