أردوغان يركب قطار التطبيع

اخبار البلد-

 

فجر اردوغان زعيم تركيا قنبلة من وزن كبير.. وكبير جدا قبل نهاية العام بأسبوع، فأعلن (سأسعى لاقامة علاقات أفضل مع اسرائيل).. وهذا يعني نيته ركوب قطار التطبيع.

قنبلة اردوغان هذه، ربما تكون مفاجئة العام وأخطر الأحداث.. لتداعياتها الكبيرة جدا..والكثيرة جدا على تركيا وعلى اردوغان نفسه، وعلى الاسلام السياسي الذي تتبناه تركيا –اردوغان، فأصبحت قبلة الاخوان المسلمين.

المحللون السياسيون وهم كثر وقفوا مطولا في البحث عن أسباب هذا التحول، أو بالاحرى الانقلاب في سياسة اردوغان الذي وصف اسرائيل ذات يوم بالدولة المجرمة التي تقتل الفلسطينيين.

والسؤال ؟؟

لماذا أقدم اردوغان وفي هذا اوقت بالذات على الانضمام الى قطار التطبيع السريع وهو من أصبح قبلة للاسلام السياسي..وهو أيصا من قال في المطبعين ما لم يقله مالك في الخمر ؟؟.

محللون يعتقدون أن» لعلييف» زعيم اذربيجان وصديق اردوغان وحليفه دور رئيسي في اقناع اردوغان لتحسين علاقاته مع اسرائيل لكسر حلقة الحصار التي تتعرض لها تركيا من دول الاتحاد الاوروربي. وللعلم فان العلاقات التركية الاسرائيلية ليست بجديدة فقد بدأت عام 1949 حينما اعترفت تركيا بدولة الاحتلال وهي تقيم معها علاقات تجارية متميزة اذ بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين العام الماضي عشرة مليارات دولار، كما ان التنسيق بين مخابرات البلدين مستمر كما صرح اردوغان نفسه، وكما تبلغ الرحلات الجوية التركية ستين رحلة اسبوعيا الى اسرائيل.

ويرى هؤلاء واولئك أن اردوغان بدا وكأنه يسابق الزمن في التطبيع مع اسرائيل قبل أن يتولى بايدن رئاسة الولايات المتحدة الامريكية وهو المعروف بعدائه لاردوغان وتعاطفه مع الحزب الكردستاني.

ان علاقات تركيا مع الكيان الصهيوني كما أسلفنا ليست جديدة فهي أول دول اسلامية تعترف بدولة العدو وتقيم معها علاقات دبلوماسية وتجارية متميرة وتشكل مع ايران الشاه وعراق نور السعيد ولندن وواشنطن حلف بغداد لضرب المد القومي العربي الذي رفع رايته عبد الناصر.

اردوغان بالعودة الى النوم مع الأفعى الصهيونية يرتكب خطأ استراتيجيا قاتلا سيكون وبالا عليه ووبالا على تركيا التي تتبنى الاسلام السياسي وحالفت الجامعات الارهابية لتدمير سوريا والعراق والسيطرة على المنطقة كلها وخاصة حوض الفرات والموصل وها هي تتدخل عسكريا في ليبيا وترسل قواتها للقتال والاحتلال كل ذلك لتحقيق وهم طالما ساور اردوغان وهو : عودة العثمانية الى المنطقة العربية.

خطأ اردوغان سيكون وبالا عليه وبداية لنهايته وسيؤدي الى انقسامات خطيرة في الحركة الاسلامية.

باختصار...

صعود نجم اردوغان بدأ بعدما هاجم بيريس في مؤتمر دافوس ورفض أن يجلس معه على نفس المنصة..

وأفول نجمه سيبدأ حتما عند ما بركب قطار التطبيع.

ولكل حادث حديث..