عبدالهاي الراجح يكتب : حكومة ومجلس أعيان بمواصفات المرحلة عظم الله أجركم


 لا أعلم الذين تفاءلوا كثيرا بهذه الحكومة وأنا لا أقصد بعض من اعتدنا على تصفيقهم لكل قادم للدوار الرابع وهيل التراب على كل مغادر له بالحق والباطل سواء كان يستحق أو لا يستحق ، ولكن ما أقصده أن بعض الكتّاب المحترمين ولا أريد أن أذكر أسماء حتى لا أحرج أحدا تفاءل كثيرا وقد استغربت من ترحيب هؤلاء الكتّاب وحماسهم الزائد حبتين لحكومة السيد عون الخصاونه القاضي في محكمة لاهاي والذي قيل أنه استقال أو حصل على إجازة من تلك المحكمة الدولية المعروفة في لاهاي لكي يشغل منصب رئيس وزراء الأردن ، من حيث المبدأ نعلم أن القضاء في تلك المحكمة والعاملين فيها لهم مواصفات خاصة أهمها تبعيتهم الكاملة للسياسة الأمريكية ولا أعتقد أن هناك منصف في العالم يعتقد أو يظن بنزاهة تلك المحكمة القادم منها رئيس الوزراء المعّين . إذا لا رئيس الوزراء الحالي مستقل ولا حكومته التي يغلب عليها المحاصصة المناطقية وكأننا قد أصبحنا في العراق أو ليبيا تحت الاحتلال لكي يقسمنا رئيس الوزراء على أساس مناطقية ، ولعل تشكيلة هذه الحكومية ومجلس الشيوخ أو الأعيان الأردني الذي جاء على نفس تركيبة الحكومة على أسس مناطقية ، والأردن الذي نعرفه وطنا واحدا وشعبا واحدا حتى التطابق التام ، وكل ما هو غير صحيح في هذا الوطن هو من صنع الحكومات المتعاقبة لأجل تقسيم الناس وزرع الفتن والشقاق من منطلق فرق تسد . ما يريده الأردن الوطن ليس تغير أشخاص على طريقة فناننا الكبير نهاد قلعي ( حسني البرازان )) في مسرحية ضيعة تشرين عندما يقرر تغير المختار أي نفسه ولكن بالثياب أو ردة الشعر من اليسار لليمين أو العكس . الأردن الوطن بحاجة لبرنامج وطني ومؤتمر وطني تعده النخب الأردنية من كل الاتجاهات الوطنية ، واللجنة الوطنية التي عيّنت وقبلها مجلس النواب وبعدها حكومة الخصاونة وغيرها من المسرحيات الفاشلة لم تعد تنطلي على الشعب الأردني الذي ارتفعت سقف مطالبه العادلة حتى طالت رأس النظام وهذا مؤشر خطير على خطورة المرحلة وضرورة الانتقال سلميا للإصلاح السياسي والاقتصادي وليس تغير الطواقي والديكورات المملة . تركيبة حكومة الخصاونة ومجلس الشيوخ أو النواب مؤشرا حقيقيا على عدم جدية الحكومة بالإصلاح المطلوب وتسفيها لمطالب الشعب والتفافا عليها ولا يزال مجلس النواب أو النوام موجودا ولم يحل ، إذا عمل هذه الحكومة لن يكون أفضل من سابقاتها ، فهي سوف تعد ما جاءت من أجله وهو إنشاء المحكمة الدستورية وإجراء انتخابات البلديات وسلق قوانين أخرى لمجلس النواب وهذا لا يكفي ، نحن نريد حكومة انتقال حقيقية من حقبة الظلام والقهر والاستبداد لحكومة نيابية عصرية منتخبة من الشعب مصدر السلطات الذي يجب أن يتحمل مسؤوليته التاريخية في بناء وطنه وكفانا وصايا الأخ الأكبر ، إن النظام الأردني وأجهزته يطبقوا حرفيا ما جاء في رواية 1984 للكاتب البريطاني المبدع جورج اوريل التي كتبها في مطلع أربعينات القرن الماضي وما أشبه الأمس باليوم واليوم بالغد الذي لناظره قريب . عبد الهادي الراجح alrajeh66@yahoo.com