المسؤول في اليابان والمسؤول في الوطن العربي!

اخبار البلد-

 
عندما أقرأ أن مسؤولا في اليابان أو هونغ كونغ أو غيرها استقال بسبب خطأ تافه وقع دون علمه، أشعر بأن شخصا ما يقوم بتعذيبي عذابا شديدا من ضمنه نزع أظافر يدي وقدمي بكماشة، ويقوم باضطهادي بكافة أشكال الاستفزاز والعنف!

الحكاية تقول إن رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي اعتذر لأنه أنكر أن مكتبه خالف قوانين التمويل السياسي في اليابان، وقال إنه لم يكن على علم بما قام به مكتبه. وقال إنه سيصحح تصريحه الخاطئ في البرلمان.
كان آبي قد نفى أن مكتبه ساعد في تغطية تكاليف حفلات عشاء لأنصاره عند استجوابه في البرلمان العام الماضي. وقال إنه شعر "بمسؤولية كبيرة" عن الموقف.

وقال للصحفيين: "أتحمل بجدية مسؤوليتي السياسية عن التسبب في هذا الوضع". وأضاف: "على الرغم من أن الحسابات جرت دون علمي، أشعر بمسؤولية أخلاقية .. وأعتذر للشعب".

وقالت وسائل إعلام إن آبي تقدم للاستجواب طوعًا يوم الاثنين بشأن القضية، ونفى مرة أخرى أي اتهامات. وتهدد القضية بإلحاق الأذى برئيس الوزراء الحالي يوشيهدي سوجا الذي كان الساعد الأيمن لآبي، ودافع عنه في البرلمان.

تخيلوا في أي كوكب نعيش نحن الذين يدخل المسؤول والنائب طفران ويخرج بسلة تفيض بالنقود، وحين يخرج من المنصب يعين في منصب أكبر، ويعين أبناؤه وأنسباؤه براتب شهري يعادل رواتب عشرة معلمين، وحين يمرض يعالج في أوروبا وأمريكا على حساب الدولة، ويحصل كل فرد من عائلته على منحة وعلى مقعد جامعي، ويستثمر وظيفته كما لو كانت بقرة حلوب.

وعلى سبيل المثال وليس الحصر أو التخصيص، فقد غرقت عمان أكثر من مرة، واستشهد 22 طالبًا في البحر الميت..ألخ، ولم يستقل مسؤول واحد.

وبالمناسبة، ما يحدث عندنا يحدث في جميع العواصم العربية من المحيط إلى الخليج، وكأننا جميعنا درسنا في نفس المدرسة، وتخرجنا على يد معلم واحد.

لذلك كله سأمتنع عن متابعة الأنباء التي تتحدث عن استقالة مسؤول ما في هذا الكوكب احترامًا لشعبه، أو لأنه شعر "بمسؤولية كبيرة" عن الموقف؛ حتى لا أشعر بالكآبة، وحفاظًا على جهازي العصبي والضغط ولقلب، وحتى لا أشعر بأننا أقل من الآخرين في الفطنة وحسن التصرف والأمانة!