الأسرة الأكاديمية تفقدُ علم من أعلامها جامعة جرش تودع مؤسسها الدكتور محمد ربيع

أخبار البلد-

 


فقدت الاسرة الأكاديمية والثقافية اليوم علم من أعلامها على المستوى الوطني والعربي فقد رحل إلى جوار ربه العالم الجليل والباحث العلمي الذي كرس جُل حياتهِ في خدمةِ العلم والتعليم الأستاذ الدكتور محمد أحمد ربيع (أبو زياد ) .
اليوم الخميس تودع جامعة جرش بشجرها وحجرها وكادرها التدريسي والإداري وطلبتها وكل من عرف مؤسسها ورئيس مجلس امنائها العم (ابو زياد ) الرجل الطيب هادئ الطبع صاحب الوجه البشوش و الحديث السلس الممتع الذي يقابل كل من يعرفه او لا يعرف بابتسامة وقضاء حاجة لا يردُ سائل أو طالب علم، فلا غرابة من رجل كرس حياته لخدمة رسالة العلم والتعليم وهذا أيضاً ما يفسر نجاحه في مهنته التربوية والأكاديمية حتى اصبح منارة للعلم والعلماء ولكل الطامحين للسير في دروب العلم.
اليوم تبكي جامعة جرش العم ابو زياد التي شرفها وتشرفت به فكان رسول العلم والمعرفة وكان العميد والمعلم والأمين والأب الحنون لكل طالب والأخ الودود والصديق الصدوق لكل عضو هيئة تدريس او إداري في جامعته فكان العم ابو زياد القدوة والنموذج والمثال في البساطة والوداعة والرقة والعطف والحنان وعمل الخير وسمو الاخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح .
العم ابو زياد نم قرير العين فقد أعطيت بلا حدود وبلا كلل او ملل في مهنة ورسالة هي من أصعب المهن وأهم الرسالات رسالة العلم والتربية؛ فقد وازنت بين التعليم والاستثمار ولم تجعل احداها تطغى على الاخرى فكان هدفك بناء الانسان والوطن و المجتمع وقدمت خدمات تعدت حدود الوطن .
اليوم وإن غيب الموت أستاذنا الجليل لكنه سيبقى في قلوبنا ما بقينا على قيد هذه الحياة وسيظل باعماله ومآثره وسيرته نبراساً وقدوة لكل الباحثين والسائرين في دروب العلم، فقد ترك تراثا علميا زاخراً من بحوثه الرصينة في العديد من الدوريات والمجلات المحكمة فضلاً عن الجامعة التي اشرف على كل صغيرة وكبيرة فيها حتى غدت منارة للعلم والتعليم .
 
فالعالم بفضل علمه وعمله يمتدُّ مع الزمن والنظرة إلى العالم الجليل بما أعطى وما بذل وما ساهَمَ في تربية الأجيال يتناسب مع عطائه، وأجمل الذكر للإنسان يكون بعد أن يموت وهذا ما شاهدناه منذ امس حيث كان الخبر الوحيد الذي يتصدر وسائل التواصل الإجتماعي والدعوات له بالرحمة والمغفرة .
رحم الله فقيد الأسرة الثقافية والتربوية الذي ترك لنا وبلدنا السمعة الطيبة والتي ستظل باقية لا تموت أبداً و طيبة بطيبة روحه الطاهرة.
رحمك الله يا ابا زياد لقد عملت واجتهدت بلا كلل او ملل وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان وإنا لله وإنا اليه راجعون.
د. نضال عواد شديفات