أزمة كورونا. . أين أصبنا وأين أخطأنا؟

ازمة كورونا هي ازمة عالمية، وهي ازمة ووباء عابر للدول والقارات، ضربت غالبية دول العالم فأحدثت ضغطا على المنظومات الصحية وشللا في قطاعات مختلفة (صناعية وتجارية.. الخ)، فأدت الى انهيار بعضها وبالمقابل انتعاش في بعضها الآخر وخاصة المتصل في تصنيع ادوات منع انتقال العدوى (كمامات والمعقمات.. الخ).
الاردن شأنه شأن دول مختلفة تأثر من هذه الازمة، فقطاعه الصحي عانى بقوة وكان تحت ضغط ازدياد عدد الحالات المتسارع وارتفاع الطلب على اجهزة التنفس ونقص في الكوادر الصحية من اطباء وممرضين مدربين على التعامل مع هذه الحالات.
اول حالة سُجلت في الاردن كانت في منتصف شهر آذار 2020، وتم عندها وضع خطة صارمة بدأت بحظر شامل مدة اسبوعين وتعطيل كل القطاعات واغلاق للمدارس واغلاق للحدود والمطار، وتم اختيار صحة المواطن على اي اعتبار آخر، على اعتبار ان هذا الوباء سيزول خلال عدة اسابيع وتعود الامور الى سابقها.
لكن اكتشفنا بعدها اننا أجلنا المشكلة فقط ولم نحلها، لذلك بعد 5 اشهر دخلنا في اول موجة حقيقية وبدأت الحالات في التصاعد ونسب الاصابات في تزايد ووصلت 29 ٪ في مرحلة، وبدأنا عندها نحاول ان نسيطر ونوسع منظومتنا الصحية التي كانت تعاني اصلا.
الآن نحن في مرحلة هبوط في الارقام ونقصان في النسب (وصلنا 10 ٪) وخفت نسب اشغال المستشفيات، والامور بدت تحت السيطرة نسبياً. ولكن نحن ما نزال معرضين لموجة ثانية ممكن ان تأتي خلال شهرين او اقل او اكثر.
ولكن ماذا حضرنا لهذه الموجة، وهل تعلمنا من التجربة السابقة، واين اصبنا لكي نضعه نهجاً، واين اخطأنا لكي لا نعيد الخطأ؟
من خلال التجربة التي خضناها والخطط الذي تم وضعها نلاحظ اننا تأخرنا اولا في التعامل مع الوباء فعملنا اغلاقات حين كان من المفروض ان نفتح، وفتحنا القطاعات حين كان يجب ان نغلقها.
وأخطأنا اننا لم نحضر انفسنا ولم نطور منظومتنا الصحية حين كنا لا نسجل اصابات، واخطأنا حين توقعنا ان الفيروس سيذهب بسرعة واننا سنعود لحياتنا الطبيعية فتساهلنا في الحدود ودخل الفيروس وانتشر ولم يرحم أحدا.
وأرى اننا اخطأنا حديثاً حين لم نوقع مبكرا مع الشركات العالمية لتوفير لقاح كورونا، فالكل بدأ بالتطعيم ونحن ننتظر ان يأتينا الدور او ان تُرسل لنا منظمة الصحة العالمية لقاحا.
اما اين نجحنا؛ فأول نجاح قمنا به هو زيادة قدرة منظومتنا الصحية من خلال بناء مستشفيات ميدانية وزيادة عدد اجهزة التنفس، حتى لو كان متاخراً. ثانيا، زدنا عدد الكوادر الصحية التي كانت تعاني من نقص بالأصل – لكن ما تزال بحاجة لتدريب -. ثالثا، قمنا بفصل ملف كورونا عن ملف وزارة الصحة؛ وذلك لاهمية المرض ولوضع خطط لحصر ومجابهة المرض، وبنفس الوقت للاهتمام بالمرضى الآخرين وتنظيم قطاع الصحة. رابعًا، قمنا بتعيين ناطق رسمي واحد يتحدث باسم لجنة الاوبئة ووزارة الصحة لكي ينقل للناس ما يتم التوافق عليه داخل لجان وزارة الصحة، ولكن مع ذلك ما نزال نعاني من التصريحات المتناقضة من نفس اعضاء اللجان وهذا يُحدث تشويشا للناس ويشكك المواطنين في القرارات.
هذه مجموعة من الامثلة لأوجه النجاح واوجه الخلل التي حدثت خلال ازمة كورونا. والهدف من طرحها هو تحسين الخلل والبناء على اوجه النجاح.