محاولة اللحظة الأخيرة لتجنب انتخابات جديدة في إسرائيل

اخبار البلد ـ عشية انتهاء مهلة أخيرة لحل البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) انشغل النواب أمس بمحاولة التوصل إلى حل وسط في اللحظة الأخيرة لتجنب إجراء انتخابات رابعة في أقل من عامين في الدولة العبرية.
وما لم يتمكن النواب من الاتفاق على مشروع ميزانية العام المنصرم، فسيتم حل الكنيست بحلول منتصف الليلة، والدعوة إلى انتخابات في آذار (مارس).
وتجري لمشاورات الحثيثة مع بدء حملة التلقيح ضد وباء كوفيد 19 في إسرائيل حيث سجلت 370 ألف إصابة بالمرض بينها أكثر من ثلاثة آلاف وفاة.
والخلاف ليس بين الحكومة والمعارضة، بل بين الشركاء في حكومة "الوحدة والطوارئ” التي شكلها في الربيع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومنافسه الانتخابي السابق بيني غانتس.
وتسير حكومة الائتلاف هذه الأشبه بزواج مفكك ببطء منذ أسابيع على طريق الانهيار. وبموجب اتفاق تشكيلها، أمامها حتى منتصف ليل اليوم للموافقة على ميزانية 2020.
واتهم غانتس الجنرال السابق في الجيش نتنياهو برفض الموافقة على الميزانية لأسباب سياسية شخصية.
وينص اتفاق الائتلاف لمدة ثلاث سنوات بينهما على أن يتولى نتنياهو رئاسة الحكومة لـ 18 شهرا، ويتولى غانتس رئيس الوزراء البديل حاليا المنصب في تشرين الثاني (نوفمبر) 2021.
وأصر غانتس على أنه يجب على التحالف ان يقر ميزانية لمدة عامين بما في ذلك 2021 بحجة أن إسرائيل تحتاج إلى الاستقرار بعد أسوأ أزمة سياسية في تاريخها
وتدمير اقتصادها بسبب وباء كوفيد 19.
ورفض نتنياهو المصادقة على ميزانية 2021. وقال معارضوه إنه تكتيك سياسي مكشوف لإبقاء التحالف غير مستقر، ما يسهل عليه إسقاط الحكومة قبل أن يضطر إلى تسليم السلطة إلى غانتس.
وفي وقت متأخر من أول من أمس، قال تحالف أزرق أبيض (كحول لفان) إنه توصل إلى حل وسط مع الليكود لكسب المزيد من الوقت. بموجب الاتفاق، سيتم تأجيل الموعد النهائي للموافقة على ميزانية 2020 إلى نهاية الشهر الحالي، وسيكون أمام الحكومة بعد ذلك حتى الخامس من الشهر المقبل لإقرار ميزانية 2021.
ولكل من نتنياهو وغانتس أسبابهما لتفادي انتخابات جديدة.
وإسرائيل ما تزال تعاني من الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الوباء، بينما غادر جدعون ساعر الشخصية المؤثرة في الجناح اليميني لليكود، الحزب ليشكل حزبه متحديا نتنياهو.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن ساعر يمكن أن يزعزع الدعم الكبير الذي يحظى به نتنياهو إذا أجريت الانتخابات قريبا.
ومن شأن التصويت في آذار(مارس) أن يجبر نتنياهو على القيام بحملتة الانتخابية أثناء مثوله أمام المحكمة التي ستعقد ثلاث جلسات في الأسبوع لمحاكمته بتهم الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة.
ويتّهم المحقّقون نتنياهو بأنّه سعى للحصول على تغطية إعلامية مؤيّدة له في صحيفة يديعوت أحرونوت الأكثر مبيعاً في البلاد.
أما غانتس، فيبدو أن فرصه السياسية تراجعت بشدة، اذ انهار تحالف أزرق أبيض الذي كان يتزعمه في نيسان (أبريل) مع حليفه السابق يائير لابيد عندما قرر إبرام صفقة مع نتنياهو. ويعد لابيد من حزب "ويجد مستقبل” (يش عتيد) الآن زعيم المعارضة في الكنيست.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب غانتس لن يفوز إلا بعدد قليل من المقاعد إذا أجريت الانتخابات قريبًا.
ومن المرجح أن تقضي أي تنازلات أخرى من قبل غانتس لنتنياهو على ما تبقى من مصداقيته كبديل سياسي.
ولكن بحسب كاتب العامود بصحيفة "يديعوت أحرونوت”بن درور اليميني الثلاثاء الماضي”قد لا يتصرف غانتس لمصلحته السياسية الشخصية”. وقال "علينا جميعا أن ندرك أن غانتس يحاول تجنيب إسرائيل انتخابات أخرى لا داعي لها”.
واضاف إن غانتس "ليس سياسيا”، موضحا أنه "يعلم أن الهزيمة تنتظره على الأبواب”. وأضاف "لهذا السبب بالتحديد بصفته خاسرا، يمكنه أن يتصرف على أساس ما هو أفضل للبلد”.