تقرير ديوان المحاسبة.. فلكلور لا وزن له!

اخبار البلد ـ نشر ديوان المحاسبة تقريرة السنوي 2019 على موقعه الاليكتروني. التقرير جاء مفصلا كما هي العادة، واشتمل على 550 صفحة، وضمت ملاحظاته كل ما يتعلق بالجهاز البيروقراطي.

التقرير اصبح اقرب الى الفلكلور الاردني! يصدر ثم ترتفع الاصوات التي تطالب بالمحاسبة، ومن بعده تخفت الاصوات، ويوضع في الادراج، وننتظر تقريرا آخر!!

ما يحمله التقرير مكرر؛ فالأخطاء والفساد في شكله الذي يتناوله التقرير يشبه ما كان في التقارير السابقة، وهنا يمكن الجزم اننا لم نتعلم، ولم تقرر الحكومات التراجع عنها.

لا يخافون من المحاسبة والرقابة، تلك هي النتيجة المنطقية لتفسير استمرار الاداء العام على ذات النهج؛ فالموظف العام لا يرى في مكافحة الفساد إلا كذبة يمكن التعايش معها.

الفساد ما يزال قائمًا رغم كل ما يقال عن محاربته، ورغم توافر اجهزة رقابية ومؤسسات مكافحة فساد، ولعمري إن أهل الفساد أدهى وأكثر طمأنينة من كل جعجعة ومؤسسات رقابية.

الفساد الذي تناوله ديوان المحاسبة في تقريره هام، ولكنه ليس الشكل الاكبر للفساد او الصيغة الاكثر خطرا؛ اذ هناك فساد مختلف في ألوانه وحجومه.

هناك فساد التجاوزات الذي تحدث عنه التقرير، وفساد اخر اكبر يتعلق بالتعيينات، والفساد الاكبر والاهم هو فساد ذوي الياقات البيضاء، المرتبط بالعطاءات والمشاريع.

اعلن اني اكره تقرير ديوان المحاسبة، رغم شكري الجزيل على الجهد الكبير المبذول فيه، لكني أراه فلكلوريا، كما انه يشغلنا عن فساد اعمق واكبر وأهم.

كثرة التقارير مع اتخاذ الخطوات الصحيحة والجدية تجاهه أفقد مفهوم مكافحة الفساد قيمته البنيوية، وجعله مكانًا للتهكم الشعبي، والحل أمره بسيطًا: ان نرى الفاسدين وراء القضبان، فرسالة ذلك أعمق من مليون تقرير!