الفساد الصغير.. أنظر حولك 

أخبار البلد-

 
رغم كل ھذا الضجیج حول مكافحة الفساد، یبقى الفساد الصغیر خطیرا ویتنامى, ھذا ما كشفھ تقریر دیوان .المحاسبة عن أعمال الحكومة لسنة 2019 وإن كنا لا نزال نؤكد على ضرورة مراجعة آلیات عمل دیوان المحاسبة خصوصا في الرقابة المسبقة لوقف ھذه .التجاوزات قبل أو عند وقوعھا, ولكن دور الدیوان لا زال مھما كمؤسسة رقابیة مستقلة صحیح أنھ في مقاومة الفساد الصغیر لا یستطیع رئیس الوزراء أن یوظف مكافحا لھ في كل قسم من دائرة في .مؤسسة أو وزارة لكنھ یستطیع أن یولي الرجل المناسب في المكان المناسب لیقوم بھذه المھمة ھذا مدعاة لوضع إصلاح القطاع العام عنوانا للمرحلة وقصور نظام الخدمة المدنیة الذي یتعین أن یخضع الى .مراجعة شاملة أقر ھنا أن المشكلة لیست في القوانین ولا في الإجراءات بل في تطویعھا وإستغلال الثغرات فیھا لتحقیق منافع .ومصالح, وتعیینات شعبویة بحجة امتصاص البطالة وأخرى فیھا بصمات نواب في ذات السیاق, لا تزال التعیینات في المناصب العلیا وحتى الصغیرة فیھا شيء من الواسطة وأسباب أخرى لا علاقة لھا بالكفاءة, حتى نزل مستوى المنصب العام لعدم قدرة شاغلھ وبتنا نسمع من التشكیك في كفاءة بعض كبار موظفي القطاع الحكومي أكثر مما نسمع من إشادة، ونسمع من بعض المنتقدین أنھم لا یقبلون توظیف بعض شاغلي المناصب العلیا في أدنى المستویات الوظیفیة في مؤسسات ھامشیة، ومع أن مثل ھذا الوصف فیھ مبالغة، فكثیر من الموظفین ھم من ذوي الكفاءة العالیة وإن كانت الفرصة لم تصلھم بعد ولكن من المؤكد أن كثیرا منھم .كذلك تنطبق علیھ عبارة الشخص غیر المناسب في المكان غیر المناسب صحیح أن بعض المناصب التي شغلت مؤخرا وسابقا لم تنل الرضى لأسباب لیست مھنیة, لكن من الصحیح أیضا أن كثیرا منھا لم تكن في مكانھا الصحیح, لیس من حیث الكفاءة بل من حیث الخبرة أیضا, إذ لا یعقل أن یتولى طبیب مثلا منصباً لھ علاقة بالمواصلات ولیس مقبولا أن یتولى مھندس وظیفة ترتبط بالصحة والرقابة على الغذاء, كما أن متخصصا في الطاقة أو في ھندسة الطرق لن ینجح في إدارة مؤسسة مالیة, كذلك لیس بإمكان أستاذ .جامعة أن یتولى مؤسسة معنیة بالاستثمار وھكذا بعض المناصب ذات الصفة المھنیة تحتاج الى مھنیین متخصصین فیھا ومن غیر المقبول أن تشغل بالوجھاء أو ..لأغراض سیاسیة وإجتماعیة