أوسلو أساس الداء والبلاء!!

أخبار البلد-

 

بجردة حساب، نستطيع أن نؤكد ان السبب الرئيس للكارثة التي ضربت وتضرب القضية الفلسطينية.. ونعني كارثة التطبيع في المقام الاول.. وتزعزع مكانة القضية عربيا ودوليا.. هي اتفاقية «اوسلو»..

فهذه الاتفاقية التفريطية..اذ تخلت قيادة السلطة والمنظمة عن 78 % من ارض فلسطين العربية التاريخية للعدو الصهيوني... بعد ان اعترفت بـ «دولة» للعدو على هذه الارض العربية.

لم تكتف «اوسلو» بهذا التفريط، بل زرعت بذور الفتنة والانقسام في صفوف الشعب الفلسطيني. واسهمت في اعطاء المبرر.. وتمهيد الطريق امام ذوي النفوس المريضة، والانتهازيين، والمتأسرلين، والسماسرة والجواسيس، ليسارعوا الى الارتماء في احضان العدو، والنوم مع الافعى الصهيونية .. رافعين يافطة وشعار « لسنا بفلسطينيين اكثر من الفلسطينيين»..!! وهي عبارة تقطر لؤما وحقدا وسما زعافا..!!

وبهذا الصدد نتوقف عند منعطفين خطيرين وهما:

لقد فجر الرئيس الشهيد ابو عمار انتفاضة الاقصى، عندما تأكد بان العدو لم ولن يلتزم «باوسلو».. فرفض اقامة دولة فلسطينية بعد خمس سنوات كما نصت الاتفاقية «.. وكان جواب رابين « لا مواعيد مقدسة «..!! وقام بعد ذلك الارهابي «شارون» بتدنيس الاقصى.. وباعادة احتلال كافة مدن الضفة الغربية.. واغتال عرفات بالسم بعد ان أخذ الضوء الاخضر من حليفه الرئيس بوش الابن..

ونسأل.. لماذا لم يعلن عرفات في حينها عن الغاء «اوسلو» بعد ما اكتشف ان العدو قد خدعه.. واوقعه في كمين.. كما يروي مستشاره بسام ابو شريف..؟؟

اما المنعطف الثاني الذي يستوجب التوقف عنده فهو: المؤامرة الاميركية الدنيئة لتصفية القضية.. ونعني «صفقة القرن» واعتراف القرصان « ترامب» بالقدس العربية المحتلة، عاصمة لدولة العدو، ونقل السفارة الاسرائيلية اليها.. واخيرا الموافقة على الغاء «الاونروا».. وتصفية قضيىة اللاجئين.. والموافقة على ضم الضفة الغربية الى كيان العدو..؟؟

وهنا نعود ونسأل ؟؟

لماذا لم تقم قيادة السلطة والمنظمة بالغاء»اوسلو».. وتمزيق ورقة الاعتراف بـ «دولة» العدو.. ووقف التنسيق الاثم مع المحتل ؟؟ ردا على العدوان الصهيوني-الاميركي؟؟.

لقد لجأت القيادة الفلسطينية الى صيغ وعبارات مبهمة، وقد تاكد فيما بعد ان القيادة لن تقوم بالغاء «اوسلو».. ولن تقوم بتمزيق ورقة الاعتراف ب»دولة» العدو.. وبقي التنسيق مستمرا من تحت الطاولة..كما يقولون..!! وسرعان ما اعلن عن عودته مقابل الافراج عن اموال السلطة المقتطعة من الضرائب..!

والمفارقه ان وزير الشؤون المحلية في السلطة، اعتبر ذلك انتصارا في الوقت الذي لم ترفع فيه سكين العدو عن رقاب اطفال فلسطين, فاغتيل الفتى «علي ابو عليا» واستمر العدو في تكثيف الاستيطان وهدم المنازل والاعتداء على المسيرات وحصار غزة وتدنيس الاقصى..!!

ومن الملاحظ ان الاعلان عن عودة التنسيق كانت مثابة الصدمة للشعب الفلسطيني.. اذ شكلت ضربة قاضية لاتفاق المصالحة مع حماس.. ولاتفاقية الفصائل بتشكيل قيادة موحدة تتولى تفجير انتفاضة ثالثة.. وشكل رافعة للتطبيع وكان بمثابة هدية للعدو الصهيوني..

باختصار..

اوسلو هي اساس الداء والبلاء

ولا بديل عن الغائها.. للخروج من حالة الضياع والاستلاب.

واستعادة الوحدة الوطنية..