الأردن والصحراء المغربية

اخبار البلد-

 
أتفهم ان يقرر الاردن الاعتراف بالصحراء المغربية على انها اراض تتبع للمملكة المغربية، واتفهم ان يتم فتح قنصلية اردنية في مدينة العيون الصحراوية.

لكن ما لا اتفهمه، واسعى لفهمه: لماذا يأتي ذلك في سياق "كمشة" تطبيعية تتعلق بقبول الولايات المتحدة الاميركية الاعتراف للمغرب بسيادتها على الصحراء مقابل تطبيع مغربي اسرائيلي؟

لماذا نشارك في سياق غريب على منطقتنا عنوانه التطبيع مقابل قضايا لا تتعلق بالقضية الفلسطينية، اين مصلحتنا في ذلك، وهل براغماتية المشاركة الاردنية مؤذية واين الفوائد؟

أتفهم ان لنا صلة تحالفية عميقة بالسعودية والامارات والبحرين والولايات المتحدة، وانه لا يمكن مغادرتها، لكن ما استطيع فهمه: لماذا نتحالف مع الشق التطبيعي لهؤلاء ولماذا نجلب الضرر لأنفسنا؟

يقول البعض إن ما لا تستطيع كسره حاول ان تشارك فيه، وبتقديري أن تلك مغامرة لا يستهان بها، فالانضمام لقافلة الرضى بالواقع يقود احيانا للمهالك الخطيرة.

التوقف عن التذمر الدبلوماسي الاردني، وإظهار الهدوء والمشاركة، كل ذلك ليس صحيًّا؛ فالتماهي قد يُطمِّع البعض، ونخشى بكل جوارحنا على الهوية والوصاية والمصالح الاردنية العليا.

"اسرائيل" ماهرة في لعبة الثلاث ورقات، وتدرك أن هناك عيونًا ترنو للوصاية هنا وهناك؛ فلعبة الإغواء التي تمارسها "تل ابيب" يجب التنبه منها وعدم الانخراط فيها.

من جهة اخرى، أستغرب ان نشارك في معادلة جديدة تصطدم مع مصالحنا الحيوية، ألا وهي ربط بالتطبيع وفصله عن مسار القضية الفلسطينية، وهذا ما حدث مع المغرب والسودان والامارات والبحرين.

كيف نشارك بكل ذلك، هل مشاركتنا مجرد كمون تكتيكي، ام انه مكره اخاك لا بطل، وهل لدينا خطة، وهل هناك ادراك عميف لحجم المخاطر الناجمة عن كل ذلك؟