الندم الذي لن يصلَ إلى أحد
أخبار البلد-
هكذا إذاً!
سنعيش مرةً واحدةً فقط!
أعترفُ بأنَّني كُلَّما سمعتُ بهذا الخبر، أشعرُ بالصدمة كما لو أنَّني أسمعُهُ لأوَّل مرَّة.
إذاً لن يكون بمقدورك أن تستخدم فرشاة أسنانك بعد ذلك، ولن تضع يديك في جيبك بعد ذلك على الإطلاق؛ ولا حتى مرةً واحدة!
لن تأكل أي فاكهةٍ بعد اليوم، لن تُقبّل أيَّ امرأة، ولن تسمعَ صوتكَ بعد هذا، أو حتى تفتح "إيميلك”!
والأمر جادّ كما فهمت. فنحن سنعيشُ مرةً واحدةً وحسبْ، وها إنَّني أشعر بالصدمة كما لو أنَّني لم أقلها في الفقرة السابقة!
لا فرصةَ إذاً للمحو. أو لأن تستدركَ عبارةً أو علاقةً، ولا فرصةَ كذلك لأن تقول شيئاً تأخرتَ في قوله.
ها أنت تحصلُ على جنَّتك أو جحيمك. ولن يكون بمقدورك أن ترسل بعنوانك الجديد لأحد؛ ما يجعلُ الجنَّة كذلك جحيماً على نحوٍ ما.
لم يعُد لدَيكَ ما تُضيفُه. قُضي الحبُّ الذي كنتما فيه تختلفان. طُويت الطرقات مثل سجّادةٍ انتهى أمرُها.
وأنتَ قد غادرتَ على نحوٍ تامّ.
كُلُّ ما يخصُّكَ لم يعُد يخصُّكْ. مثلما "أنتَ” لم تعُد مِن شأنِك.
الآخرون، جميعاً، ينبشون جيوبك، وجواريرك، واسمك، فيما تطلُّ أنتَ من الأعلى القصَيِّ مثل طائرٍ أبكم!
هكذا إذاً.
ستنامُ ليلتكَ الأولى دون أن ينتبه أحد أنَّكَ بلا جوربيك، وأنَّ قدميكَ تتثلَّجان برداً. وأنَّك عُرضةٌ للزكام في أيِّ وقت.
وتصيرُ تسليتُك الوحيدةُ أن تسمعَ صوتَ شاحنةٍ مُسرعة. تمرُّ مِن الجِوار.
لا فرصةَ إذاً لتصحيحِ يومٍ ما،.. ثمَّة -فقط- وقتٌ فسيحٌ للندم.
الندم الذي بلا صوت.
الندم الذي لَن يصلَ، بعدَ الآن، إلى أحد.
.
هكذا إذاً، لقد عشتَ مرةً واحدةً فقط. ولم يكن بمقدورك أن تعيش الساعةَ الواحدةَ مرَّتينْ. لكنَّك هنا فيما تتأمل السقفَ الخفيضَ الرَّطب، تعيش عُمركَ على ألف نحو، وأنتَ ترسمُ له مسودّات كثيرة وغزيرة كلُّها لا تشبه النسخةَ التي حدَثَت.
مُسودّات متأخِّرة.
لا أحد سيأخذها على مَحمل الجدّ!
.
لكنَّه لا شيء تفعله سوى ذلك، فيما الدود المسعور ينهبُ بأسنانه ساقاً كانت تتدفَّقُ بالأمس مثل نَهر. أو يزحفُ على طرفِ عنقٍ صافٍ ولامعٍ طالما استحمَّ بالعِطر واعتدَّ بنفسه مثل غزال.
.
لا شيء تفعله.
لا فرصةَ للمحو. لا وقت لأن تتبادل الحديث سوى مع هذه المخلوقات التي تقضم فمك فيما تُحدِّثُها!
(ذهبَ الذين تُحبُّهم..)، تسمع خطاهم ينسحبون واحداً واحداً، لا أحد يسمع استغاثتك المبحوحة: أريد نصف ساعةٍ فقط.. نصف ساعة.. لأفعلَ أيَّ شيءٍ غبِيّ!
نصف ساعة أبدِّدها في الضجر، في النوم، في غسل ملابسي. في أيِّ شيء. ولكن لا تتركوني الليلة وحدي.
..
تطوي اسمك -الذي لم يعد صالحاً للمناداة- تحت رأسك، وتستغرقُ في الندم.
لن تنام جيداً في الليلة الأولى؛ ربّما لانَّك تموت لأوّل مرّة. تماماً كما كان مُربكاً أن تعيش لأوّل مرّة!
..
ثم تجفل وأنتَ تسمع صوتُ سيارة: هذا صوت سيارتي الذي أعرفه! هناك ولاعةٌ وعلبة عصير في جيب المقعد. هناك غبار على الزجاج. وكتاب أدعيةٍ وعلبة "اسبرين” لم يُجديا نَفعاً!
..
في الصباح التالي سمعتُ عاملاً يساوم على خمسة دراهم إضافية ليحفر اسمي بخطٍّ جميل فوق الشاهد الحجري. قال إنه سيكون مثل الآلة الطابعة!
وإنَّه سيضيفُ آيتين قرآنيتين هديَّةً مِنه!
سنعيش مرةً واحدةً فقط!
أعترفُ بأنَّني كُلَّما سمعتُ بهذا الخبر، أشعرُ بالصدمة كما لو أنَّني أسمعُهُ لأوَّل مرَّة.
إذاً لن يكون بمقدورك أن تستخدم فرشاة أسنانك بعد ذلك، ولن تضع يديك في جيبك بعد ذلك على الإطلاق؛ ولا حتى مرةً واحدة!
لن تأكل أي فاكهةٍ بعد اليوم، لن تُقبّل أيَّ امرأة، ولن تسمعَ صوتكَ بعد هذا، أو حتى تفتح "إيميلك”!
والأمر جادّ كما فهمت. فنحن سنعيشُ مرةً واحدةً وحسبْ، وها إنَّني أشعر بالصدمة كما لو أنَّني لم أقلها في الفقرة السابقة!
لا فرصةَ إذاً للمحو. أو لأن تستدركَ عبارةً أو علاقةً، ولا فرصةَ كذلك لأن تقول شيئاً تأخرتَ في قوله.
ها أنت تحصلُ على جنَّتك أو جحيمك. ولن يكون بمقدورك أن ترسل بعنوانك الجديد لأحد؛ ما يجعلُ الجنَّة كذلك جحيماً على نحوٍ ما.
لم يعُد لدَيكَ ما تُضيفُه. قُضي الحبُّ الذي كنتما فيه تختلفان. طُويت الطرقات مثل سجّادةٍ انتهى أمرُها.
وأنتَ قد غادرتَ على نحوٍ تامّ.
كُلُّ ما يخصُّكَ لم يعُد يخصُّكْ. مثلما "أنتَ” لم تعُد مِن شأنِك.
الآخرون، جميعاً، ينبشون جيوبك، وجواريرك، واسمك، فيما تطلُّ أنتَ من الأعلى القصَيِّ مثل طائرٍ أبكم!
هكذا إذاً.
ستنامُ ليلتكَ الأولى دون أن ينتبه أحد أنَّكَ بلا جوربيك، وأنَّ قدميكَ تتثلَّجان برداً. وأنَّك عُرضةٌ للزكام في أيِّ وقت.
وتصيرُ تسليتُك الوحيدةُ أن تسمعَ صوتَ شاحنةٍ مُسرعة. تمرُّ مِن الجِوار.
لا فرصةَ إذاً لتصحيحِ يومٍ ما،.. ثمَّة -فقط- وقتٌ فسيحٌ للندم.
الندم الذي بلا صوت.
الندم الذي لَن يصلَ، بعدَ الآن، إلى أحد.
.
هكذا إذاً، لقد عشتَ مرةً واحدةً فقط. ولم يكن بمقدورك أن تعيش الساعةَ الواحدةَ مرَّتينْ. لكنَّك هنا فيما تتأمل السقفَ الخفيضَ الرَّطب، تعيش عُمركَ على ألف نحو، وأنتَ ترسمُ له مسودّات كثيرة وغزيرة كلُّها لا تشبه النسخةَ التي حدَثَت.
مُسودّات متأخِّرة.
لا أحد سيأخذها على مَحمل الجدّ!
.
لكنَّه لا شيء تفعله سوى ذلك، فيما الدود المسعور ينهبُ بأسنانه ساقاً كانت تتدفَّقُ بالأمس مثل نَهر. أو يزحفُ على طرفِ عنقٍ صافٍ ولامعٍ طالما استحمَّ بالعِطر واعتدَّ بنفسه مثل غزال.
.
لا شيء تفعله.
لا فرصةَ للمحو. لا وقت لأن تتبادل الحديث سوى مع هذه المخلوقات التي تقضم فمك فيما تُحدِّثُها!
(ذهبَ الذين تُحبُّهم..)، تسمع خطاهم ينسحبون واحداً واحداً، لا أحد يسمع استغاثتك المبحوحة: أريد نصف ساعةٍ فقط.. نصف ساعة.. لأفعلَ أيَّ شيءٍ غبِيّ!
نصف ساعة أبدِّدها في الضجر، في النوم، في غسل ملابسي. في أيِّ شيء. ولكن لا تتركوني الليلة وحدي.
..
تطوي اسمك -الذي لم يعد صالحاً للمناداة- تحت رأسك، وتستغرقُ في الندم.
لن تنام جيداً في الليلة الأولى؛ ربّما لانَّك تموت لأوّل مرّة. تماماً كما كان مُربكاً أن تعيش لأوّل مرّة!
..
ثم تجفل وأنتَ تسمع صوتُ سيارة: هذا صوت سيارتي الذي أعرفه! هناك ولاعةٌ وعلبة عصير في جيب المقعد. هناك غبار على الزجاج. وكتاب أدعيةٍ وعلبة "اسبرين” لم يُجديا نَفعاً!
..
في الصباح التالي سمعتُ عاملاً يساوم على خمسة دراهم إضافية ليحفر اسمي بخطٍّ جميل فوق الشاهد الحجري. قال إنه سيكون مثل الآلة الطابعة!
وإنَّه سيضيفُ آيتين قرآنيتين هديَّةً مِنه!