الجسر العربي للملاحة .. إنقاذ الأرواح البشرية دون النظر لحجم الخسائر المادية

خاص- أشادت وسائل الاعلام العربي والعالمي بالجهود الإنسانية التي بذلتها ادارة شركة الجسر العربي للملاحة في أعقاب حادثة الحريق التي تعرضت لها احدى بواخر اسطولها، مشيدة وسائل الإعلام بالجانب الإنساني الذي عملت عليه إدارة الشركة في إنقاذ ركاب الباخرة وتحييدها لتلافي الخسائر المادية.

 

وقد اهتمت صحف عربية بمواكبة إدارة الشركة لكافة تبعيات وتطورات الحادثة وإطلاع الرأي العام عليها، حيث قامت ادارة الشركة في الأردن بالتواصل مع وسائل الإعلام خلال العطلة الرسمية لعيد الأضحى، في خطوة أظهرت مدى اهتمام وجدية الشركة في الوقوف على ضرورة اطلاع الاعلام على اخر مستجدات الحادثة، حيث عقد مدير عام الشركة حسين الصعوب مؤتمرا صحفيا أكد خلاله على اهمية انقاذ المسافرين على متن الباخرة ابيلا بعد ان تم انقاذهم جميعاً باستثناء مسافر اردني جراء القاء نفسه في البحر.

واشاد رئيس واعضاء مجلس ادارة الشركة في المؤتمر الصحافي المشار إليه والذي عقد الاربعاء بحضور امين عام وزارة النقل ليث دبابنة بجهود الجهات الاردنية وطواقمها التي اسهمت بمشيئة الله في انقاذ ارواح من كانوا على متن الباخرة في رحلتها من العقبة الى نويبع وعددهم 1230راكباً فيما انتقل الراكب الاردني محمد معروف الى رحمته تعالى رغم محاولات انقاذه بعد ان القى بنفسه في البحر حيث وصل المستشفى متوفياً.

وعرض رئيس مجلس ادارة شركة الجسر العربي للملاحة اسامة الصدر تفاصيل الحادث بدءاً من انطلاق رحلة الباخرة وخطة الانقاذ واجلاء الركاب من خلال القوارب السريعة وقوارب القوة البحرية الملكية، ومركز القيادة والسيطرة لمديرية الامن العام وقوة العمليات الخاصة في القوات المسلحة الاردنية ومؤسسة الموانىء الاردنية وكوادر الدفاع المدني والخدمات الطبية الملكية ووزارة الصحة.

وقال انه تم التفتيش على الباخرة من قبل هيئة سلامة الملاحة البحرية المصرية في الثاني عشر من تشرين الاول الماضي وتبين صلاحيتها للإبحار وان جميع شهاداتها الصادرة عن السلطة البحرية الاردنية (دولة العلم) وهيئة التصنيف اليونانية سارية المفعول وان معداتها لمكافحة الحريق بحالة فنية ممتازة.

واعتبر مدير عام شركة الجسر العربي للملاحة حسين الصعوب ان انقاذ ركاب الباخرة اكبر كان من كل خسائر الشركة بما فيها الباخرة التي انتهت الى الغرق، مشيراً الى ان خطة الطوارىء كان التركيز فيها على سلامة الارواح ، حيث تمت معالجة المصابين على نفقة الشركة ، وانها ستقوم بدفع تعويض لإهل المتوفى.

وبين ان عناصر اهلية الباخرة والناقل البحري كانت متوفرة قبل الابحار،مؤكداً ان الجهة المعنية بالتحقيق حول اسباب الحريق لم تتوصل بعد الى النتيجة النهائية .

وقال ان امن الركاب والامان بالنسبة للباخرة خط احمر لا يمكن التهاون فيهما في اشارة الى الاحتياطات اللازمة التي اتخذتها الشركة وطواقمها الفنية والادارية ووصولاً الى ضمان صلاحيات الباخرة وفق متطلبات الملاحة الدولية ، حيث ان الشركة التي تم انشاؤها 1985 نقلت حوالي 25مليون راكب ونفذت اكثر من 50الف رحلة بحرية لم تسجل خلالها اية حوادث من هذا النوع.

وقال ان العمر الافتراضي لأي باخرة تحدده جهات دولية وهو يحدد بمدى الجاهزية والصلاحية وليس العمر الزمني.

وبين مدير مؤسسة الموانىء بالوكالة محمد مبيضين ان السبب وراء غرق الباخرة التي غرقت على عمق 800 يعود الى اجهاد لارتفاع درجة الحرارة ونتيجة التواء،مؤكداً عدم تأثير لها من الناحية البيئية او الثروة السمكية ، وان لدى الاردن امكانات في معالجة مثل هذه الامور في ما لو كان هناك تلوث بيئي .

وقال اننا سنترك للجهات الفنية والمعنية لتأخذ دورها في التحقيق في اسباب الحادث.
 

 

يشار إلى أن شركة الجسر العربي للملاحة هي نتاج الاتفاق المميز بين حكومات المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية وجمهورية العراق وقد تم تأسيسها عام 1985 برأس مال مدفوع قيمته (6) مليون دولار أمريكي مقسمة بالتساوي بين الدول الثلاث وقد تمت الزيادة على رأس المال ليصبح 66 مليون دولار بعام 2009 .   ونظرا للموقع الاستراتيجي لكل من العقبة ونويبع، وكونهما البوابة الرئيسية التي تربط بين الدول العربية بين القارتين أسيا وأفريقيا فقد كانت الشركة أداة مميزة لترويج التجارة وحركة المسافرين بين البلاد العربية، إذ أن الشركة قامت بتخفيض كلف النقل وساهمت بتنشيط التجارة وسهولة انتقال الأفراد بين الدول العربية، وقامت بنقل نحو 25 مليون مسافر منذ بدء مسيرتها .