الغرب العنصري

تطالعنا بین الحین والاخر، حوادث وأحداث مفجعة، یغلب علیھ الطابع العنصريوخاصة في امیركا والدول الاوروبیة الغربیة


والملاحظ أن من یرتكب ھذه الجرائم في الاغلب، ھم رجال الامن «الشرطة».. ما یشكل نسفا لواجباتھم... وللاھداف التي یسعون الى ترجمتھا على الارض
.. ونعني تطبیق العدالة والمساواة.. وحمایة الطبقات الاكثر ھشاشة من الظلم والطغیان ..!

مناسبة ھذا الحدیث ان رجالا من البولیس الفرنسي..اعتدوا مؤخرا بالضرب المبرح، على رجل أسود.. وقد وصف الرئیس الفرنسي « ماكرون» ھذا الاعتداء
.. بالمخزي...الكریھ ..!

ھذه الجریمة العنصریة استدعت على الفور الى الذاكرة، جریمة اغتیال «جلوید» الرجل الاسود في امیركا على ید احد رجال الشرطة خنقا.. امام المارین
..وعدسات التصویر.. دون ان یرف لھ جفن.. وقد اصبحت استغاثتھ « دعني اتنفس ) عنوانا للمظاھرات التي ھزت امیركا من الاعماق ..

ھذه الجریمة المروعة علاوة على انھا فجرت براكین غضب الطبقات المضطھدة في امیركا والعالم.. الا انھا ایضا نكأت الجرح العمیق في الذاكرة الامیركیة..جرح التمییز العنصري.. واضطھاد العبید، ومقتل الملایین منھم خلال رحلة العذاب من أدغال افریقیا الى امیركا.. على ظھر سفن مخصصة لنقل
..المواشي وجرھم بالاصفاد للعمل عبیدا في مزارع البیض في الجنوب الامیركي ..

وھذه الجرائم أیضا تؤكد ان أمیركا واوروبا لم تتحرر بعد من عقدة التمییز العنصري.. وقد حملھا البیض المستعمرون الى جنوب افریقبا.. لیمارسوا ابشع الجرائم..التي لا مثیل لھا.. فاطلقوا الكلاب البولیسیة المدربة تنھش لحمھم، وزجوا بمناضلیھم في السجون...وقد جسد نضال «ماندیلا».. ایقونة المقاومة و الحریة في افریقیا والعالم.. معاناة شعب جنوب افریقیا.. وعذابات ابنائھ.. وقد استشھد منھ مئات الالاف على ید جلاوزة الحكم العنصري في بریتوریا.... ماندیلا اكد ان الارادة الحرة لا تھزم.. فناضل بعزیمة الابطال الثائرین وقضى في سجون «الابرتھاید» 28 «عاما لم یطأطىء الرأ س.. لیخرج شامخا منتصرا.. فخلده التاریخ.. وذھب الطغاة الى مزبلة ...


ھذا التاریخ وبتوسیع دائرة البیكار... نذكر بان مارتن لوثر كنج... الثائر ضد العنصریة.. اغتالتھ ید ھذه العنصریة.. وھي التي اغتالت قبلھ ابراھام لنكولن محرر العبید.. وھا ھي أیضا وبصورة أخرى تجسد النفس الكریھ الذي یسري في الجسد الابیض النتن.. الذي لا یزال مصرا على ممارسة سیاسة الابعاد والفوقیة والاستعلاء
.ویمارس الكراھیة بابشع صورھا .. !

ان ما یتعرض لھ المھاجرون العرب والمسلمین في اوروبا وعددھم بالملایین.. من اضطھاد وتمییز.. ھو تجسید لسیاسات التمییز العنصري في ھذه المجتمعات
... وھي السیاسة التي افرزت ظاھرة العنف، بكل تجلباتھا وصورھا المرعبة..وھي وراء ظاھرة «داعش» التي فرختھا المخابرات الامیركیة... كذراع للفوضى الھدامة التي اطلقتھا لتدمر العالم العربي وحواضره. وتعید تشكیلھ من جدید «الشرق الاوسط الجدید» وتعمد العدو الصھوني شرطیا للمنطقة من المحیط الى المحیط

ان التقدم الھائل الذي حققتھ امیركا والغرب.. لم یقض بعد على جرثومة التمییز العنصري الذي ینخر الجسد الغربي.. كما تنخر « السوس» الشجرة الوارفة
.. ..ویھدد بسقوطھا.. اذا ما ھبت العواصف الشدیدة