الحكومة تبحث عن رائحة انتصار باقدام النشامى!!!

الحكومة تبحث عن رائحة انتصار باقدام النشامى!!!
بقلم
بداية نبارك للشعب الاردني بفوز النشامى وتاهله للدور النهائي من تصفيات كاس العالم ، فوز تاريخي ادخل البهجة على قلوب الاردنيين جميعا ، وتحية تقدير للجماهير الوفية التي وقفت خلف منتخب النشامى ، وهذا ليس بغريب عن شعبنا الصادق المحب لوطنه .
لكن الذي اثار دهشتي واثار عدة تساؤلات لدي هو حضورالسلطة التنفيذية والتشريعة بشقيها مجلس النواب والاعيان مباراة كرة القدم لمنتخبنا الوطني ، هذا الحب المفاجيء والجارف لكرة القدم هل ظهر فجأة لدى مسؤولي الدولة الاردنية ؟ ام انهم ارادوا بحضورهم المكثف ارسال رسالة للشعب الاردني بانهم يعشقون المنتخب الوطني لما يمثل من رمزية للوطن الغالي .
حقيقة الباحث في سيرتهم الذاتية لن يجد اي دليل يدل على ميولهم لكرة القدم ، او دعما للمنتخب الوطني ولاحتى لاندية رياضية محلية ،او حتى تبينهم لمطالب الرياضين بشكل عام في دورات مجالسهم !!! ولا حتى اجسامهم عرفت لياقة بدنية منذ زمن بعيد !!!

حقيقة لا يحتاج الأمر كثيرا لنفهم أن حضور دولتهم ومعاليهم ، كان هدفه السعي المحموم للتعلق بأي انتصار، حتى لوكان صانعوه نشامى الوطن وخلفهم جماهير هادرة متعطشة للفرحة بعد احباطات متتالية ادمت عيونهم واثقلت كاهلهم بالديون ، جماهير غفيرة خلف الشاشات تنتظر اي فرحة بعدما خاب املها بوظيفة، بعد ان طال انتظارها بطابور العاطلين عن العمل .
مسؤولوا الدولة الاردنية ارادوا تحقيق انتصار بعد اللطمات القاسية التي بدأت تكيلها جماهير الاحتجاجات والاعتصامات ، بعد هزائمهم في التصدي لرموز الفساد ، وبعد انكشاف أكاذيبهم في مكافحة الفساد .
حقيقة بالغ مسؤولوا الدولة الاردنية بالحضور وبالغوا بالتعبير عن فرحتهم !! حتى ظننت للوهلة الاولى انهم بحق يعشقون كرة القدم ويعشقون الوطن أكثر!!
لا استغرب ان نسمع في الايام القادمة تسريب اعلامي بان سبب انتصار منتخب النشامى كان ورائه الحضور المكثف للنخبة السياسة في وطننا الحبيب وتشجيعهم الفريد .
يا سادة يا كرام الفوز الحقيقي للوطن لن يكون الاّ بتسجيل الاهداف في مرمى الفساد ، الفوز الحقيقي
لا بد له من ارادة وطنية حره ومستقلة ، الفوز الحقيقي لن يكون الا بارجاع الاموال التي نهبت من مؤسسات الوطن .
يا سادة يا كرام قارب الشوط الاول على انتهائه ولم نرى لكم اهداف في مرمى الفساد ولا حتى هجمات تهدد مرماهم، ولا تزال حكومتكم الرشيدة في خط الدفاع ، الشعب يريد تحركا سريعا وبناء هجمة منظمة لتحقيق اول الاهداف ، فهل انتم قادرون على فعل ذلك ؟!!
نرحب بالانسجام البناء بين السلطتين التنفيذية والرقابية ولكننا لا نرحب بالعشق الفريد بين السلطتين كما بدا لنا اليوم في المدرجات ، تذكروا يا سادة يا كرام انها الفرصة الاخيرة ، ففرحة شعبنا بفوز النشامى لن ينسيهم مآسيهم وفقرهم وفساد حكوماتهم .
حقيقة مثل هذه الحركات التي تدرس في قاموس السياسة لن ينخدع بها الشعب، ولا حتى البسطاء منهم فاعيدوا ترتيب اوراقكم ويا حبذا لو تعيد الفيفا ترتيب اوراقها فلم تعد الرياضة وسيلة لالهاء الشعوب كما خطط لها ابناء المعبد المقدس .
جميعا نبحث عن رائحة انتصار ، فكان باقدام النشامى ، لكننا ندرك ان السياسين على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي يريدون افراغ كبت الشارع بمباريات كرة القدم ولملىء فراغ الشباب الناجم عن فشل الحكومات في تشغيلهم والاستفادة من قدراتهم في صنع مجد للاوطان ، فهم يحاولون ضبط المجتمع واخضاعه، بأي شكل من اشكال الانشطة الرياضية وعلى رأسها كرة القدم الساحرة، فلتعلموا اننا لكم ولمخططاتكم واعون ....فهل انتم مدركون لوعي الجماهير!!
والله من وراء القصد
msoklah@yahoo.com