الدكتور احمد الرقيبات يقدم تحليل عميق بعنوان " الاقتصاد العالمي من الاقطاع الى كورونا"

اخبار البلد - طارق خضراوي 

 

اجرت وكالة "اخبار البلد" الإخبارية اليوم الاثنين الموافق 30/11/2020، مقابلة صحفية مع السياسي الأردني النائب السابق الذي اعتزل التدخل في السياسة الداخلية منذ ان خرج من مجلس النواب السابع عشر وكونه يكن باحترام شديد لموقع اخبار البلد والقائمين عليه لشفافيته وابداعه وافق على تقديم موجزاً عن الاقتصاد العالمي تحت عنوان "الاقتصاد العالمي من الاقطاع الى كورونا".

وقال الدكتور الرقيبات لقد ظهر النظام الاقتصادي الاقطاعي في أوروبا خلال العصور المظلمة وانتشر في معظم مجتمعات العالم من شبه القارة الهندية وشبه الجزيرة العربية واليابان واثيوبيا ومصر القديمة وامريكا الجنوبية في الحقبة الزمنية منذ القرن التاسع وحتى القرن الخامس عشر ونتيجة لتطرف الاقطاعيين في تلك الفترة ولد من رحم ذاك النظام البرجوازية العالمية التي تمكنت من تملك رؤوس الأموال والسيطرة على الحرفيين والقادرين على الإنتاج البدائي وعلى وسائل الإنتاج التقليدي ومن خلال ذلك تمكنت الطبقة البرجوازية من السيطرة على المجتمعات ومؤسسات الدول في تلك الفترة الزمنية وأصبحت الطبقة البرجوازية هي الحاكمة وتعيش على فائض قيمة عمل الاخرين من عمال وفلاحين وحرفيين .

وأضاف الدكتور الرقيبات انه وبعد اكتشاف الالة البخارية التي اخترعها المهندس الاسكتلندي جيمس وات في القرن التاسع عشر نشأت الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وتطورت الصناعة التقليدية في مجالات صناعة السلع والأدوات والخدمات وحققت تلك الطبقة الربح المتزايد مما أدى الى تزايد رأس المال وتنظيم تمويل المشاريع مما أدى الى فتح الأسواق التنافسية نتيجة ازدياد الطلب على المنتوجات في جميع مجالات الحياة الإنسانية ، مما أدى الى تقويض اصحاب الثروات الرأسمالية على باقي طبقات المجتمع نتيجة هذا التقويض صارت طبقات العمال والفلاحين ضد الطبقة الرأسمالية في الدول الصناعية مما أدى الى ثورات في معظم بقاع العالم وعلى رأسها انتصار أصحاب النظرية الماركسية حيث تمكن فلاديمير لينين ورفاقه من قيادة الطبقات المضطهدة والمتضررة في المجتمع الروسي وتمكنت من اسقاط القيصرية الروسية وتأسيس الاشتراكية بعد الانتصار التاريخي المشهور في ثورة أكتوبر عام 1917 ومنذ ذلك التاريخ انقسم العالم الى معسكرين اقتصاديين معسكر الرأسمالية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية ومعسكر الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفييتي واستمر التنافس بين المعسكرين حتى عام 1990 ونتيجة للحرب الباردة بين المعسكرين آلت الأمور الى انهيار الإمبراطورية السوفييتية ومن ثم الى انهيار النظام الاقتصادي الاشتراكي بالكامل وأصبحت جميع دول العالم تسير بنهج القطب الاقتصادي الرأسمالي الأوحد ولكن العدائية السياسية بين القوى العظمى التي كانت تقود المعسكرين واخذت تتشكل تحالفات جديدة مبنية على المصالح الاستراتيجية والاقتصادية والجيوسياسية وقامت الولايات المتحدة وحلفائها باستغلال فترة نهوض الدول التي دخلت في الرأسمالية مجدداً حيث قام هذا التحالف بغزو العراق وأفغانستان ويوغوسلافيا وليبيا وسوريا بهدف تغيير الأنظمة السياسية القائمة وخلق قيادات جديدة من خلال الحروب الإقليمية ونشر الفوضى التي اسماها الرئيس الأمريكي بوش الابن بالفوضى الخلاقة ورغم كل هذا تفاجئ الحلفاء بصحوة بعض الدول الاشتراكية السابقة ونهضتها الاقتصادية والعسكرية المفاجئة وخاصة جمهورية الصين الشعبية وجمهورية روسيا الاتحادية .

وتابع الدكتور الرقيبات اخذ التنافس والتصارع يزداد ويتسارع بشكل ملحوظ في الأسواق العالمية بجميع المجالات الاقتصادية وآل الوضع العالمي الى ما نحن فيه اليوم حيث انتشر الكساد والفساد والركود وتراكم الخسائر الاقتصادية في معظم دول العالم وبعد انتشار فيروس كورونا المصطنع امبريالياً والذي تهدف من خلاله الامبريالية العالمية اقتلاع النظام الاقتصادي الرأسمالي التقليدي من جذوره واحلال مكانه النظام الذي تخطط له تلك القوة الامبريالية وفرضه على جميع دول العالم.

واكد الدكتور الرقيبات ان فيروس كورونا سيبقى بعبعاً حتى يكتمل المشروع الامبريالي المرسوم والمراد فرضه على جميع دول العالم ومن يعتقد بان هذا الوباء سيزول قريباً يكون مخطئ، وقد ذكرت لكم بتاريخ 18/6/2020 عن الموجة الثانية التي اجتاحت العالم منذ ذاك التاريخ وحتى هذا اليوم مؤكداً بان الموجة الثالثة من انتشار الوباء ستكون من الشهر القادم وستمتد الى زمن طويل حيث يتعدى عدد الإصابات في العالم ربع سكان هذا الكوكب ولكن عدد الوفيات سيبدأ يتناقص لسببين أولهما ان شركات الادوية الباحثة عن إيجاد لقاح ستتمكن من تحقيق ذلك اعتباراً من الشهر السادس من عام 2021 والسبب الثاني ستزداد المناعة عند البشر نتيجة تأقلم الاجسام الأكثر مناعة مع هذا الفيروس حيث ان هذا الفيروس ينتشر في الفضاء وعندما يدخل جسم الكائن البشري سيجد مناخاً مناسباً لنموه وانشطاره وانتشاره فاذا كان المصاب لديه مناعة قوية سيقتل الفايروس وان لم تكن لديه مناعة ومصاب بأمراض مزمنة وخاصة في الجهاز التنفسي سيتمكن الفيروس من الإطاحة بالمصاب ، وهذه هي حقيقة فيروس كورونا ومن لا يصدق ذلك سيرى هذا الواقع قريباً .

وقال الرقيبات ان غداً لناظره قريب .

وختم الدكتور الرقيبات المقابلة قائلاً : السلام عليكم ورحمة الله بركاته اخوكم رئيس مركز تحليل السياسات الدكتور احمد الرقيبات.