كأنها ثمرة الصبار
خلال هذه السنوات الطويلة حاولت عدة مرات الالتحاق بالجامعة العبرية ففي العام 2008 اجتزت أول فصل في الجامعة العبرية بمعدل 82 وفي الفصل الثاني قمت بتسجيل مادتي الشرق الأوسط والصهيونية على أمل أن أكمل في هذه الجامعة، وبعد ثلاثة أشهر من الدراسة الطويلة الشاقة، حضر نائب مدير سجن عسقلان وأبلغني بأنه يعلم أن إجراءه هذا غير قانوني ولكنه يصر على منعي من إكمال دراستي وهكذا فقد تم منعي للمرة الثالثة من إكمال الدراسة الجامعية.
انتظرنا طويلاً وكما قلنا سالفاً حتى العام 2015 عندما وافقت وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي على منح الأسرى فرصة الدراسة في جامعة القدس المفتوحة، فتم تشكيل لجان تدريسية في مختلف السجون الإسرائيلية وكانت هذه اللجان من الأسرى أنفسهم والذين يحملون شهادات جامعية حيث قاموا بالإشراف على سير العملية التعليمية باقتدار وبحكم معرفة الأسرى بي تم تكليفي لأكون على رأس تلك اللجان التعليمية على الرغم من عدم إكمالي للدراسة الجامعية، وفعلاً قمنا بالإشراف على العملية التعلية واستطعنا بالإضافة للثانوية العامة الاستمرار بالتعليم الجامعي وإعطاء مجموعة متنوعة من الدورات الثقافية في الصحافة والإعلام والعلاقات الدولية والخدمة الاجتماعية وبعض اللغات كالعبرية والإنجليزية وتاريخ فلسطين.
واليوم تستمر مجموعة من الأسرى بالالتحاق بالجامعات الفلسطينية في مساقات مختلفة وفي كل يوم يثبتون قدرتهم على تجاوز مختلف الصعوبات التي تضعها إدارة سجون الاحتلال لمنعهم من تطوير ذواتهم، اليوم وبعد ثمانية عشر عاماُ على اعتقالي وبعد أكثر من خمسة عشر عاماً على محاولتي الأولى للالتحاق بالجامعة وبعد أن دفع أخي أشرف ضريبة دراستي أربعين شهراً في سجون الاحتلال، وبعد الكثير مما تعرضت له من عمليات النقل وسحب المواد الدراسية والتضييق علينا خلال المحاضرات وأثناء الامتحانات استطعت مع مجموعة من الأسرى الأبطال الحصول على شهادة البكالوريوس في تدريس الاجتماعيات من جامعة القدس المفتوحة بتقدير جيد جيداً. هذه الجامعة التي نكن لرئيسها ولطاقمها التعليمي والإداري كل المحبة والاحترام على خطوتهم الجريئة والتي كسرت عديد الحواجز التي كانت تحيط بمستقبلنا قبل معاصمنا.
فشكراً وألف شكر لكل من سعى وبذل جهداً أو وقتاً أو عرقاً لكي يكمل الأسرى دراستهم الجامعية داخل سجون الاحتلال.