تجديد إنتاج الدور الأردني ضرورة وطنية
اخبار البلد ـ
العامل الاقوى في موقف الاردن الاقليمي يقوم على استثمار الجيوسياسي، إنه استثمارنا الوحيد الذي اتاحته لنا الجغرافيا؛ فنحن الاقرب الى القضية الفلسطينية وعلى تماس مباشر مع سوريا والعراق ومصر والسعودية.
إعادة انتاج دورنا الاقليمي بات ضرورة ملحة؛ فهناك عملية سياسية جارية تتعلق بالتطبيع مع "اسرائيل"، وهناك ادارة اميركية مختلفة قد تمنحنا بعض الفرصة لنعود.
حظوظنا في المناورة تبدو محدودة، وضمن أفق لا راحة فيه، وهكذا يفرض الجغرافي شروطه على السياسي، ويجبرنا ان نكون ضمن حدود اللعبة.
هذا كله صحيح، لكنه لا يعني ان نقبل بالمساس بهويتنا وأمننا الوطني، ومسايرة "خطة صفقة القرن" بصيغتها البايدنية؛ فالقراءة الجيدة عنوان مهم لفهم المصالح.
مشاركتنا في قمة ابو ظبي الاخيرة ما زالت ملتبسة لدي، وما اتمناه ان تكون محاولة اردنية لإرسال رسالة للادارة الاميركية الجديدة أننا نملك دورًا، وأننا ما زلنا نملك مطبخًا تعد فيه وجبات العلاقات العربية الاميركية.
يجب ان نضمن مصالحنا في اطار المشروع الجديد، يجب ان نكون على الطاولة، ويجب ان نتمسك اكثر بحل الدولتين، ويجب ان لا يكون التطبيع الجاري على حسابنا، سواء في الترتيبات الاخيرة أم في مسألة الوصاية.
وهناك مهمة اخرى يفرضها الدور الاردني يتعلق بالأخذ بعين الاعتبار من الاطراف العربية عدم الإضرار بالاقتصاد الاردني المرهق؛ فالمشاريع المطروحة في سياق التطبيع تبدو عدوانية تجاهنا.
نحن في حال افضل من أيام ترامب، وهامش حركتنا معقول، ونملك ان ننسق اكثر مع الفلسطينيين، فاستعادة الدور الاردني فرصة متاحة بامتياز، ويجب عدم التردد في اقتناصها.