المسجد الأقصى زمانه ومكانه القدس في فلسطين

اخبار البلد-

 
حين يخرج علينا بعض الكتاب بمغالطات تتعارض وما جاء في محكم الكتاب القران وفي احاديث رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهذه تشكل خروجا عن العقيدة الاسلامية ويصل لحد التشكيك في عقيدة المسلمين.
ما تطرق اليه كاتب عن المسجد الاقصى زاعما ان المسجد المذكور في القران الكريم ليس هو الموجود في القدس المحتلة قال فيه إن سبب اعتقاد كثير من الناس أن مسجد الأقصى يقع في فلسطين يعود إلى أن كثيراً من كُتَب التاريخ وكُتَب التفاسير وخاصة المتأخرة منها تقول بأن الأقصى يقع في القدس، ومن هنا صار الخلط بين القدس والقبلة والمسجد الأقصى.
ولدحض ادعاءات الكاتب فان فلسطين تحتل مكانة عظمى في الإسلام ، إذ بها القدس ثاني مدينة أضاء بها نور التوحيد بعد مكة المكرمة ، حيث بني بها المسجد الأقصى بعد بيت الله الحرام أول بيت وضع للناس بأربعين عاما ، هذا المسجد الذي كان أولى القبلتين ، ونال المنزلة الثالثة في القدسية بعد المسجد الحرام ثم المسجد النبوي ، وأطلق عليه لذلك ثالث الحرمين ، وامتدت حوله البركة لتشمل أرض فلسطين كلها ، حيث قال الله عز وجل عنه :» الذي باركنا حوله « .
ولا عجب فقد كانت ميدان الرسالات السماوية، تلك الرسالات التي خُتمت برسالة محمد صلى الله عليه وسلّم ، فيكاد يكون لجميع الأنبياء والرسل الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم صلة بها، فنبيّ يمرّ بها، ونبيّ يدعو فيها، ونبيّ يُدفن فيها.
فصالح ـ عليه السلام ـ كما جاء في بعض الروايات قيل : إنه آوى والذين نجوا معه إلى « الرملة « أو غيرها من أرض فلسطين.
وإبراهيم ـ عليه السلام ـ جاء إلى فلسطين مسلماً ودخلها مع لوط عليه السلام مهاجرين بدينهما من العراق ، فأقام إبراهيم في مدينة الخليل، وأقام لوط عليه السلام في جنوبي البحر الميت في مدينة « سدوم «.
وعلينا نحن ـ كمسلمين ـ أن ندرك هذه الحقائق، ونعي أن أرض فلسطين هي أرض اسلامية، لا تخص شعبا مسلماً دون آخر، أو دولة مسلمة دون أخرى. جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مطالبين بالدفاع عن حرمتها وحرمة المسجد الأقصى المبارك.
وأقول ذلك لأن بعض المؤرخين العرب ينجرف عند مواجهتهم لادعاءات اليهود المعاصرين بحقهم في فلسطين إلى الانشغال بعلوم الآثار، وذكر الشعوب التي استوطنت أو حكمت أو مرّت على فلسطين، وكم حكم كل منها هذه الأرض، ليخرجوا في النهاية بنتيجة مؤداها ضآلة الفترة والمساحة التي حكم فيها اليهود عبر التاريخ مقارنة بالعرب والمسلمين. وبالرغم من أن هذا الجانب مفيد في ردّ ادعاءات اليهود من النواحي التاريخية والعقلية والمنطقية، إلا أن كثيراً من هؤلاء الكتّاب والمؤرخين يقعون في أخطاء حسبما يظهر لنا، منها اعتبار تراث الأنبياء الذي أرسلوا إلى بني إسرائيل أو قادوهم تراثاً خاصاً باليهود فقط، وهذا ما يريده اليهود!!.