الجسر العربي: تعويض الركاب عن الإصابات والأمتعة والتحقيق حول أسباب الحريق ما زال مستمراً


أكد مسؤولون في شركة الجسر العربي للملاحة البحرية أمس ان حسن وسرعة التعامل مع حادث احتراق الباخرة الضخمة «بيلا» قصة نجاح أسهمت في انقاذ ارواح اكثر 1230 راكبا كانوا على متنها سوى واحدا شاء القدر ان يلقى حتفه بعد قفزه الى البحر.
وقال مدير عام الشركة حسين صعوب خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد امس في عمان الى جانب رئيس مجلس ادارة الشركة وامين عام وزارة النقل واعضاء مجلس ادارة الشركة ومدير عام مؤسسة الموانئ بالوكالة محمد مبيضين ، ان سبب الحريق الذي شب في منطقة الامتعة ما زال غير معروف حتى الان مشيرا الى ان التحقيق ما زال مستمرا بانتظارالنتائج.
واكد ان ذوي الشاب المتوفىوالمصابين سيحصلون على تعويضات كاملة من شركة الجسر العربي مشيرا الى ان كافة المصابين غادروا المستشفيات باستثناء شخص واحد فقط ، لافتا في ذات الوقت الى ان الشركة ستحصل على تعويضات تامين على الباخرة وحمولتها.
واضاف الصعوب ان حريق باخرة بحجم «بيلا» في وسط البحروعلى متنها 1230 راكبا و24 مركبة لم يكن بالامر السهل الا ان تكاتف الجهود من قبل الاجهزة الامنية والقوة البحرية الملكية ومؤسسة الموانئ الى جانب طاقم الشركة ومراكب تعود لمواطنين ساهمت في انقاذ الركاب وهو ما شكل أولوية لدى كافة الاطراف مؤكدا ان عمليات الانقاذ تمت بحرفية تامة
ونفى الصعوب بشكل قاطع ما اثير حول اندلاع الحريق في الباخرة قبل ابحارها وقال «هذا كلام عار الصحة تماما وعلينا ان لا نلتفت للشائعات « مؤكدا  ان الباخرة لا يمكن ان تبحر الا باجازةوبعد الكشف المسبق والدقيق عليها، مؤكداأن بواخر الجسر العربي تخضع لمعايير صارمة قبل أن يسمح لها في الإبحار من ضمنها التقيد التام بحمولة الركاب من الأمتعة والبضائع وخلوها من أي مواد قابلة للاشتعال او تلك التي لا تسمح الأنظمة والتعليمات بنقلها عبر البحر.
واستهجن الصعوب تقارير نشرت قالت ان الشركة اغرقت الباخرة للحصول على التأمين وقال ان هذه الباخرة تعد خسارة كبيرة للشركة معتبرا ان ما يقال حول اغراقها لاجل الحصول على التامين انما هو كلام «سخيف» مؤكدا في الوقت ذاته ان شركة الجسر العربي ليست شركة ربحية حتى تنظر للتامين في مثل هذه الحالة التي تنظر فيها الى سلامة الركاب وتابع « الشركة ثمرة جهد 3 دول عربية هدفها الاسمى هو العمل العربي المشترك وربط الاقليم بما يخدم مصالح الاردن ومصر والعراق وهي نموذج ناجح لمثل هذه المشاريع العربية .
وغرقت العبارة « بيلا « المملوكة لشركة الجسر العربي للملاحة الاثنين الماضي على عمق 800 متر تحت سطح البحر في المياه الدولية بين ميناءي العقبةونويبع المصري.
كما نفى الصعوب ان تكون مصر قد طلبت ملف التحقيق بحادثة الباخرة بيلامشيرا الى ان السلطات المصرية كان لها مجرد استفسارات ومتابعات للحادثةكون الشركة ذات ملكية مشتركة بين الاردن ومصر والعراق وتعمل لخدمة هذه الدول واغلبية ركابها من الاردن ومصر. وتابع ان» التحقيق هومن اختصاص الاردن ولا خلاف على ذلك».
وقال مدير عام شركة الجسر العربي للملاحةأن ما أشير عن أن ميناء العقبة يتحمل جزءا من المسؤولية في حريق الباخرة بيلا بعد إبحارها من ميناء العقبة قبل أربعة أيام يعد استباقا وقفزا على الحقائق واستنتاجا غير صائب.
 وحذر الصعوب من لي عنق الحقيقة لصالح أي جهة كانت مشيرا إلى أن الجسر العربي تؤمن على بواخرها في اكبر شركات التامين العالمية وهي شركة لويدز العالمية موضحا أن هناك لجنتان خاصتان بالتامين تعملان حاليا على تقصي أسباب الحريق بفنية عالية اللجنة الأولى تتولى التحقيق فيما يخص جسم الباخرة والمحركات والأخرى تتعلق بالأرواح والأمتعة وحمولة الباخرة.
الى ذلك اكد مدير عام مؤسسة الموانئ الاردنية بالوكالة محمد مبيضين ان اغراق الباخرة لا يشكل أي نوع من التلوث البيئي كما لا يعيق حركة الملاحةفي البحر مشيرا الى انه تم اغراقها على عمق 800 متر .
وتابع انها كانت تحمل 25 طن ديزل و65 طن فيول وجميعه اشتعل مع احتراق الباخرة ولم يتبق منه شيء. وشرح رئيس مجلس ادارة الشركة اسامة الصدر كيفية تعرض الباخرة بيلا لحادثة الحريق قائلا ان الشركة تلقت نداء استغاثة في تمام الساعة الثامنة والنصف من يوم الخميس الماضي يفيد بتعرض الباخرة لحريق كبيرة وكان على متنها 1230 راكب اضافة الى طاقم الباخرة و42 سيارة و5 شاحنات و3 حافلات ، وشكلت الشركة لجنة لادارة الازمة لتحقيق 3 اهداف وهي انقاذ ارواح الركاب والطاقم ثم انقاذ الممتلكات واخيرا تجنب أي تلوث بحري.
وتابع انه خلال ساعتين فقط تم اخلاء العبارة من كافة ركابها البالغ عددهم 1230 باستثناء راكب واحد وهو محمد معروف ويعمل سائقا لدى شركة جت للنقليات السياحية .
وتمثلت خطة الانقاذ بالتواصل فورا مع كافة الجهات الامنيةكما تم الايعاز لكافة بواخر الجسر العربي في ميناء العقبة وفي البحربالتحرك باقصى سرعة الى مكان الحادث وتقديم كافة انواع المساعدةمشيرا الى انه خلال نصف ساعة كانت كافة بواخر الشركة وزوارق القوة البحرية الملكيةوقدمت المساعدة الى جانب مراكب خاصة تعود لشركات اردنيةوسفينة لنش التي قدمت من نويبع المصرية.
وتابع الصدر ان عمليات الاجلاء بدأت من قوارب النجاة والراثاتومن قبل بابل وزوارق الانقاذ السريعة من ايلة والاميرة نفترتيتي وقوارب القوة البحرية الملكية والقوارب الاخرى التي شاركت بالانقاذ، حيث تم تنقاذ 1122 راكب عبر مراكب الجسر العربي اما البقية عبر القوارب الاخرى واستمرت عمليات الانقاذ والاسعافات الى محطة الركاب من قبل الدفاع المدني ومستشفى هيا العسكري ومديرية صحة العقبة.
وبين الصدر ان عدد المصابين بلغ 46 شخصا اغلبها اصابات طفيفة مشيرا الى انه تم اخلاء كافة ركاب العبارة في تمام الساعة 11 والنصف ظهرا فيما استمرت عمليات الاطفاء خلال فترة الاخلاء وبعدها وتم تثبيت الباخرة في المياه الدولية لضمان عدم جنوحها الى السواحل.
وحول الوضع الفني للباخرة قبل الابحار قال الصدر انه تم تفتيش على البخارة من قبل هيئة السلامة البحرية المصرية في 12 تشرين اول وتبين صلاحيتها للابحارمؤكدا ان جميع الشهادات الصادارة من السلطة البحرية الاردنية وهيئة التصنيف اليونانية سارية المفعول.
يذكر ان سعة الباخرة من الركاب هو 1356 راكبا بينما كان على متنها 1230 راكب وقت وقوع الحادثة.
وشركة الجسر العربي التي تأسست في العام 1985وتملكها الدول الثلاث الاردن ومصر والعراق ، نقلت حتى الان 25 مليون راكب عبر خليج العقبة ونفذت اكثر من 50 الف رحلة بحرية لم يسجل خلالها أي مخالفة بحرية او حادثة من هذا النوع.