الإيمان بالحياة وبالأردن!


نعود للمرة السادسة فنقف إجلالاً لذكرى الشهداء الستين الذين فقدنا في تفجيرات الفنادق التي لن ننساها. فقد اهتمت «الرأي» أثناء العطلة بتذكيرنا.. وبصورة أشرف وناديا بعد ست سنوات، حيث صار لهما إبن وبنت عوضا بهما فقد الجد والجدة، لكنهما يذكران 26 شهيداً من أقاربهما في حفل الزفاف، ويذكران المئات من الذين فقدنا، وضمدنا جراحهم، وإن ننس فلا ننسى الجميل مصطفى العقاد المخرج العربي الذي قدم للعالم فيلمي «الرسالة» و»عمر المختار».. وهما الفيلمان اللذان وضعا الإسلام وبطولات عربي قاتل الاستعمار وهو في الثمانين، وقضى شهيداً على أرض ليبيا التي أحب!!.

والزوجان أشرف وناديا، وهما يستذكران الحادث الإرهابي يؤمنان أن الأمان والاستقرار في بلدهما الأردن هما الأساس في حياة طفليهما وأطفال البلد جميعاً. وهما عازمان على مواصلة المسيرة وتعزيز فضاءات الحرية والديمقراطية، فشعبنا رغم الغضب العارم، شعب متحضر يقاتل العنف بالمحبة، والسلام، ويقاتل الإرهاب بالحرية والوعد المستقر بحياة أفضل، ويقاتل التعصب بالسماح والاعتدال.. وقد استطعنا هزيمة قوى الإرهاب، والتطرف، والتعصب.. وها بلدنا يشهد كل يوم الدم والقتل والدمار من حوله، فيزداد اصراراً على قيمه، وعلى منهجه، وعلى المواجهة الشجاعة، دون أن نفقد إيماننا بحضارة الحياة دون انحطاط الموت.. فالحياة كرامة وعز ومسير دائب إلى كل ما هو حق وخير وجمال!.

.. ومن أجل الذكرى الشاهدة على جريمة الإرهاب فإننا ندعو أبناء وبنات شعبنا إلى التجمع أمام النصب التذكاري في دير غبار حيث نقرأ كلنا أسماء شهداء الفنادق الثلاثة، ونقرأ صلاة وفاتحة الشموع والورود على أرواحهم. فبهذا نكرمهم، وبهذا نتلو فعل الإيمان