"فرج اطميزة" زعيم الطبقة الكادحة .. هرم وطني وأبو المبادئ السياسية في ثالثة عمان

اخبار البلد - زينة سليمان


قبل سنوات كتب الزميل الصحفي بسام بدارين عن الأستاذ فرج اطميزة الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني ودوره في المجتمع المحلي الصغير ومساعدته للطلبة في حارة برمتها كان يتولاها بدروس خصوصية مجانية أو بأجر رمزي، ويذكر البدارين أن دور اطميزه لم يكن تنظيمياً، فلا أحد من تلامذته في ذلك الوقت أصبح شيوعياً، وبعضهم أصبح من الإخوان المسلمين.

يؤمن الرفيق فرج بالحرية وحرية التعبير، وهو ما لمسته الأجيال الجديدة من المنضوين في الحزب، ليضفي نكهة جديدة على الحزب الشيوعي ويخرج به إلى فضاء من الواقعية السياسية المحسوبة التي لا تتخلى مطلقاً عن الثوابت، ولكنها تتعامل مع متطلبات العصر وتحدياته بصورة واثقة، وكان قرار المشاركة في الانتخابات القادمة أحد الخطوات التي عبرت عن هذه الروح الجديدة بين الشيوعيين بشكل خاص، واليساريين بشكل عام.

يتجهز فرج اطميزه الذي يحمل أربعين عاماً من الخبرة التربوية، باستثناء فترة الاعتقال والملاحقة والفصل التعسفي، ببرنامج اقتصادي ينحاز للفقراء ويدعو لاستعادة دور الدولة خاصة في مجال التعليم والصحة، والوقوف أمام مشاريع انسحاب الدولة من أدوارها، ويتوقع أن يشكل في حالة نجاحه صوتاً مرتفعاً في مجلس النواب في مواجهة القوانين التي تنحاز ضد الفقراء بشكل عام.

بعد سنوات من العمل السياسي والنضالي المخلص، كانت نظافة اليد والسيرة العطرة كل ما جناه فرج اطميزه، فعلى الرغم من علاقاته العربية والدولية مع الأحزاب الشيوعية والاشتراكية إلا أن أياً من أبنائه لم يستفد من هذه العلاقات ولو بمنحة دراسية، مع أنه كان يساعد العشرات من الأردنيين للالتحاق بالدراسة في دول الكتلة الشرقية وغيرها من الدول، وبقي على انتمائه الطبقي والإنساني في جميع مراحل حياته.

يمثل ترشحه مع مجموعة من اليساريين الأردنيين في القائمة التقدمية في الدائرة الثالثة في العاصمة عمان خياراً واضحاً أمام الباحثين عن صوت يمثل الفقراء ومحدودي الدخل في المجلس النيابي الذي احتكرت مقاعده طويلاً تحالفات المقاولين ورجال الأعمال، وفرصة لدخول صوت على قدر كبير من الوعي السياسي يعتمد على برنامج واضح ومحدد بعيد عن الإنشاء والشعارات الفارغة.