صديقي اللدود جورج



بقلم: د. مراد الكلالدة

... وأتخذ جورج عضو لجنة الانتخابات مجلسة الذي لم يفارقة منذ الإفتتاح فقد كان عضو في لجنة إدارة الجلسة لساعات وما أن انتهت، اختار نفسه عضوا في هيئة الإشراف على الإنتخابات وبدأ بتلاوة أسماء الناجحين قبل بدء التصويت، ونبه زميل من الصفوف الخلفية بأنك يا جورج تقرأ النتائج قبل بدء التصويت وأن هناك أعرافا في الانتخابات لا بد من التقيد بها ومنها السماح بالتسجيل لمن يريد أن يرشح نفسه ومن ثم من يريد أن يرشح غيره، فوافق جورج على مضض واليكم تفاصيل ما جرى.
... فتح جورج بورصة الترشيح فاعلن بديمقراطية متناهية بأن الباب مفتوح لمن يريد أن يرشح نفسه رئيسا للتجمع وأجاب قبل أن يأخذ النفس التالي بأن لا أحدا يريد أن يرشح نفسه، وعليه فانه ينتقل إلى من يريد أن يرشح غيره، وبدون أن يأخذ شهيقا وطبعا بدون أن يخرج زفيرا أعلن عن ترشيحه لأبو فلان لمنصب الرئيس، وعندها علا الصوت ذاته من الصفوف الخلفية أين المرشح ؟ فأجاب جورج بأنه موجود بس طلع شوية والتفت الاعناق صوب الباب لعل أحدهم يلمح المرشح فشد جورج أعناقهم بالصياح من على المنصة بأن المرشح لمنصب نائب الرئيس هو علنتان، ولتأكيد النهج الديموقراطي سئل المرشح فهز علنتان رأسه إيماءا بالايجاب. وحفاظا على الوقت الثمين تابع جورج قراءة الاسماء المعدة مسبقا والتي تراعي التنوع الديموغرافي والإثني والطائفي وحتى التقسيم الإقاليمي والنسوي والشبابي للأردن كان حاضرا بقوة.
... ووسط ذهول البعض وإرتياح البعض الآخر شوهدت بعض الرقاب تلتف تارة نحو الباب وتارة نحو وربات الكنافة التي وزعت إبتهاجا بهذا العرس الديمقراطي، وما زال الرئيس المرشح غائبا تماما عن المشهد الاحتفالي. وعملا بالقول المأثور "إذا اتت فرصتك فإغتنمها" أقتنص رئيس لجنة الإنتخابات فرصة إنشغال جورج بالتحلاية وأعلن فوز القائمة التي ستقود اليسار في أهم إنتخابات مهنية قادمة ... وما يزال الرئيس الفائز خارج المشهد تماما.
... وعندها ترحمت على الإنتخابات الرسمية في الأردن والتي على الأقل نرى فيها المرشح والفائز وإن لم نكن نعلم كم من الأصوات الحقيقية التي تحصلوا عليها.