قتلوا فيك الجسد!!

قتلوا فيك الجسد!!
راتب عبابنه
ذكراك تمر كل يوم والذكرى لها يوم تمضي فيه مع يومها ، لكن ذكراك لا تنتهي بنهاية الأيام بل تتجدد مع الأيام طالما هناك بشر يحترمون الرموز ويفهمون فعل السيوف التي لا تميز بالحق بين لون ولون وبين فريب وبعيد. بل التمييز يقرره الفعل وكم يقدم هذا وذاك لوطنه وأمته . لم يكن التمييز ناتجا عن أن هذا ابن فلان وذاك ابن علان . وأعدائك أنفسهم يقرون بأن قانونك هو كم كنت تتوخى ـــ من ابن فلان وابن علان ـــ من عطاء للوطن ولست معطيه فرصة لأخذ الوطن .
صدام أنت ذاك السيف و صاحب الذكرى التي تمر كل يوم وأنت من بالحق لم يأخذك لوم اللائمين لأنك تزن الأشخاص بمقدار عطائهم لا بمقدار أبائهم أو ما يكنزون.
صدام إن كنت ظالما فقد كنت عادلا في ظلمك لا فرق بين تكريتي أو بصري أو بين أربيلي وأنباري ، بل الحجّاج سبقك ولم تتبدل النفوس بل تبدلت الأطر وما تحويه ثابت إن لم يزدد وضوحا.
لقد قتلوا فيك الجسد ولم يقتلوا فيك الفكر والمشروع بل مشروعك قَتلهم ويقتلهم كل يوم لأنهم قد انكشفوا للعالم وبجداره يُشهد لها أن السلاح بيد المعتوه خطر وبيد العادل حق . كنت فراتا تروي الضمأ وكنت دجلة رافده . لم تكن تكريت عندك بأعز من البصره لكن الأخيرة تُعز بعطائها .
ما الحال بعدك اليوم يا صدام ؟؟ الجواب عند الشاعر محمود الدغيم :
وفي العراقيين لصٌ في عمامته شِرك، وفيه بحق الشعب إجرام
ما العراق إلا ممزق تسوسه العمائم ومن يقلدهم كل يبحث عن نصيب والأحرار تنتظرهم الزنازين و المقابر .
هل ننساك وأنت الداعم لشعب كنت تراه شريكا لك والحسين آخاك في شديد أيامك وهو الذي كان يرى ما لا يراه الأخرون ؟ ألم يزدد محبوك بعد قتل الجسد فيك ؟ ألم يرثيك معارضوك الشرفاء الذين عارضوك على مبدإ وليس لإرضاء صاحب عمامه ؟ ألم يقل فيك الشاعر المعارض عباس جيجان :
" من زغره عجيد عنيد وضد الاستعمار" ؟ ألم يقل فيك الداعيه عائض القرني :
بانت عقيدتهم وبان معينها حقد ومن عفن العمائم نفت
ألست أنت الذي قال فيك الشاعر رعد بندر:
وأما الدمى فيه مأمورة يؤرجحها في الهواءِ الهواءُ
كيف ننساك وأنت قاتل الفتنة ومسكتها؟ وقد طلت بعدك علينا واشتدت لأن موقظوها قد انزاح من أمامهم سيف حق لمعانه كان يعمي أبصارهم ؟
هل كنت ستقف متفرجا و الأردن يئن تحت نير المديونية ويتقلب على نار عندما يحين موعد تعديل أسعار المحروقات ؟ لا والله !! لن تنسى الحسين وشعبه ومن بعده نجله أشقاء تقاسمتم شدائد أيام لا أعادها الله على أمتنا .
نتذكرك لأنك تركت فينا كيف يكون رد المعروف وكيف يكون الشكر . ولأننا بشر لا نخلو من العيوب والأخطاء ولسنا من أصحاب العصمة ، نخطئ ونصيب ونجتهد ، إن أصبنا فخير وإن أخطأنا بدفع ممن يضمرون لنا السوء فلا خير فينا وإن أخطأنا نتيجة اجتهادنا فلنا أجره .
وحمى الله الأمه و الغياره على الأمه . والله من وراء القصد .
ababneh1958@yahoo.com