«ايتام جرش» في العيد.. تحدق بنا عيونهم وبين نظراتهم الاف الحكايات


حسني العتوم

تُحدّقُ بنا «عيون اليُتم» أنّى اتّجهنا ، وبين نظراتها ترتسمُ ألف حكاية! اكتست حرمانًا وألمًا حين غابت شمسُ الحنان عنها وحُرِمت دفء شعاعها.

فاصطفّت الأفراح - رُغمًا عنها - أتراحًا تلفّ أيّامها بـ «خوفٍ ووجل» تُحدّق بنا «عيونُ اليُتم».. ليس لتستجدي بقايا من رحمةٍ تجرّدت منها قلوب، إنّما لتوقظ إحساسًا مات بداخلنا.. تُهدي أملًا تذكّر بنعمة، وتفتحُ بابًا من الخير حري بكل صاحب وسيلة ان يبادر للدخول فيه.

كم هي كبيرة حين تمرر يدك على راس يتيم لتشعره بالاطمئنان من عتمة الليل حين تنثني الشمس للغروب وتقترب الوحدة بينه والظلام ليتعاظم الخوف في صدره اكثر فاكثر، تلك المسحة التي مسحها نبينا الكريم حينما راى اولادا في يوم العيد يلبسون الجديد ويلعبون الا طفلا اتخذ لنفسه ركنا يرقب فيه اقرانه وعندما سأله نبينا لما لا تلعب مع اقرانك قال الصبي : ان لهؤلاء اباء اشتروا لهم الجديد اما انا فلا اب لي انني يتيم ، فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم بكاء شديدا ومسح على راس الطفل واحتضنه، وقال له اما ترضى ان يكون محمد بن عبدالله ابًا لك ، فقال الصبي قبلت يا رسول الله « هكذا يعلمنا ديننا الحنيف ونبينا العظيم كيف نبادر الى هذه الشريحة ونمسح عن كاهلها العناء والتعب والحزن العميق فالسؤال عنهم وزيارتهم.

وليكن في نهج قيادتنا الهاشمية طريقا لنا فقط كان لتبني جلالته الايتام الغزيين اثرا كبيرا عليهم وعلى تغيير مسار حياتهم وهذا النهج يفتح افاقا اخرى امام المقتدرين والخيرين ليبادروا من جانبهم لتفقد الايتام وزيارتهم ومعايدتهم.

ولعل المسالة لا تتوقف عند المقتدرين فحسب فكم من انسان ربما لا يملك المال لكنه يملك وسائل كثيرة تدخل الفرح والسرور الى قلوب الاطفال الايتام وهذا ما نلمسه في بعض الجمعيات الخيرية التي تعنى في مناطقها بهذه الشريحة من الايتام.

حيث بادرت جمعية خباب بن الارت الخيرية في بلدة قفقفا بنشاطات متنوعة لنحو 62 يتيما حيث تواصل الجمعية بحسب رئيسها عقلة الحراحشة ادخال الفرح والسرور الى قلوب هؤلاء الايتام من خلال البحث عن داعمين ومحسنين.

الحراحشة اشار الى اهداف الجمعية التي تؤكد رعاية الايتام ماديا ومعنويا ورعاية الاسر الفقيرة ومساعدة الطلبة الفقراء والعناية بذوي الاحتياجات الخاصة

كما اوضح جانبا من نشاطات الجمعية والداعمين لها ومنها تقديم الطرود الخيرية لـ 21 اسرة فقيرة وتقديم 600 وجبة غذائية للايتام و220 طردا للايتام مقدمه من الرئيس الفخري للجمعية سالم القيسي.

وتبقى حاجة اليتيم الى الحنان واستكمال ذلك النقص الذي يشعر فيه لفقده احدى والديه مسؤولية وطنية واجتماعية لاسيما في ايام الاعياد التي تتطلب المبادرة لنصرة هؤلاء الايتام ومساعدتهم ليتجاوزوا محنتهم واحزانهم.

اما قصصهم فربما تعرف بداية لكنها لا تعرف النهاية وقد تسمعها من مدرس في مدرسة او من صاحب بقالة يشتري الاطفال من بقالته او من باحثة اجتماعية زارت هذه الاسرة او تلك ، قصص كثيرة تحمل معاني كبيرة ومؤثرة عن الايتام ربما تكون عادية او لا نلقي لها بالا لكنها مؤثرة الى حد البكاء عند سماعها