موعد الانتخابات ليس مقدسًا

اخبار البلد- يقترب موعد الانتخابات النيابية الذي تقرر حسب القوانين والتعليمات في العاشر من الشهر القادم، وتستمر الهيئة المستقلة صاحبة الحق بتغيير موعد الانتخابات بما لا يتعارض مع الدستور في استعدادها وتدريب الكوادر المشرفة على الانتخابات في كافة أنحاء المملكة، وفي جهة أخرى تستمر جائحة كورونا بالتزايد في عدد الإصابات في جميع أنحاء المملكة وكانت هناك نية بالحجر المنزلي لمدة 14 يوم ثم تراجعت لجنة الاوبئة عن قرارها لدراسة الحجر الكلي المفتوح فقد قاربت عدد الإصابات الى 3 الاف إصابة يوميا وهذا يجعل الأردن من أكثر الدول نسبة الى عدد السكان ما يجعل الإنتخابات عملياً صعبة في ظل انتشار وباء كورونا، ولا تملك الهيئة لغاية الان على الاقل وسائل الكترونية آمنة للانتخاب عن بعد دون حصول عمليات تزوير حيث يمكن توزيع بطاقات تشبه ما تقدمه لجنة القبول الموحد للجامعات لكن لن يكون بوسع القاعدة العريضة من الناس الإمكانية للتصويت الالكتروني، على الرغم من ذلك يمكن ارسال بطاقات الكترونية على المنصة الخاصة بالهيئة تُقدم لمثقفين ونخبة تخفف من الإكتظاظ على صناديق الإقتراع وتحقيق التباعد الجسدي والتخفيف ما أمكن من عدد الإصابات المتوقع نتيجة التدافع في بعض أماكن الاقتراع.
إذن موعد الانتخابات النيابية ليس مناسباً في الثلث الأول من الشهر القادم، خاصة وأنه لن يكون بوسع عدد كبير من الناس الذهاب لصناديق الإقتراع خوفا من الجائحة، وأيضا تعبير عن الاعتراض على شكل قانون الإنتخاب الذي يمنع الكثير من المترشحين الفوز نتيجة وجود مرشح واحد أو اثنين هم الأوفر حظا في كل قائمة.
على الهيئة المستقلة النظر في كل ما يرد من المواطن الأردني في وسائل التواصل الإجتماعي حيث أننا نريد مجلساً يستطيع القيام بالمطلوب منه في ظروف إقتصادية وسياسية دقيقة.
إن تأخير الانتخابات النيابية وحسب الدستور الذي يتيح تأخيره حيث يمكن أن تخف الجائحة نتيجة الوسائل التي تجريها الحكومة، والتناقص في عدد الإصابات لأقل من 1000 إصابة يوميا تجعل الانتخاب أكثر فعالية وستزيد من نسبة الإقتراع الذي يمثل نجاحا للهيئة المستقلة والحكومة.
لن تكون الإنتخابات ناجحة إذا كانت نسبة الإقتراع أقل من 40 % وهي ستكون كذلك، بحيث سيكون مجلسنا ممثلا لأقلية وبهذا سيختفي صوت الأكثرية الفاعلة في البرلمان، فهل ستتحمل الهيئة المستقلة هذا التداعي،
ومن سيتحمل النتائج.
إذن موعد الانتخابات الحالي ليس مقدسا وليس صحيا وربما ياتي بنتائج على عكس ما يأمله المواطن الأردني، الذي ينتظر مجلسا يعكس اماله في التصدي للتحديات التي تتلخص في الإرتقاء بالاقتصاد والتخلص ما أمكن من مستوى إنتشار وباء كوفيد 19والذي ينتشر في كل أنحاء المملكة.
أدعو رئيس الهيئة المستقلة تصويب الخلل وتأجيل الانتخابات فربما تم التغلب على الجائحة، أو يخلق الله حلا وهو أولى بنا، ولكن ليس من الممكن جعل يوم الانتخاب الحالي مقدسا وموعده مقدسا وعظيما وعلينا أن ننتظر فالغد يخبئ لنا الاجمل ان شاء الله.