فرنسا بين الأسلمة والإسلاموفوبيا

اخبار البلد-

 


ما تفوه به الرئيس الفرنسي مايكرون بخصوص الإسلام والدفاع عن معلم التاريخ صموئيل باتي الذي تم اغتياله على يد أحد الطلاب نتيجة رسمه كاريكاتيرا يسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في صفه والذي كان أحد الطلبة المسلمين يعترض على الرسم، مما جعل هناك طلبة من ذات المدرسة واسلاميين اخرين يتصدون ل باتي ويقتلونه، وفي حفل تأبين باتي يقف الرئيس ماكرون منددا بالاسلام والإرهاب الإسلامي على حد تعبيره يجب أن لا يقف ضد الجمهورية الفرنسية ذات التوجه الليبرالي، ويطلب ماكرون إعادة نشر الرسم في فرنسا وعلى نطاق واسع.
لقد دأب الرئيس ماكرون الذي ارتكب أخطاء تأذى منها المجتمع الفرنسي منذ كان يافعا مع معلمته التي أصبحت فيما بعد زوجته على التلويح بمعاداة الاسلام مع أن فرنسا تزخر بعدد كبير منهم ما شجع المحافظين للتمادي على الأسلام.
وزير الخاجية الفنلندي بيكا هافيستو يتساءل: كيف يسمون التعدي على حقوق السود بأنه عنصرية، والتعدي على حقوق اليهود بأنه معاداة للسامية، والتعدي على حقوق المرأة بأنه تحيز جنسي، بينما التعدي على حقوق المسلمين أنه حرية تعبير، ويقول لم أعد أفهم شيئا، ولم نعد نفهم ماكرون الذي امتدحناه وهو يحاول أن يصلح الفساد السياسي في لبنان أو هكذا كنا نعتقد، ثم ما لبث أن تفوه بما يسيء للاسلام دون الأخذ بعين الاعتبار وقوف زعماء مسلمين في كل ما حصل لفرنسا من إعتداءات إرهابية، ثم لم يسلم بالإرهاب الذي مارسته فرنسا في الجزائر وباقي الدول العربية إبان الحقبة الإستعمارية، وإذا كانت فرنسا تؤمن بحرية الأديان فلماذا أغلقت ما يزيد عن 20 مسجدا، ثم لماذا سكت الإعلام الفرنسي على طعن الفتاتين المسلمتين من قبل إمرأة فرنسية بجانب برج أيفل، بحجة لباسهن للحجاب، أين الحرية التي تتبجح فيها فرنسا.
إن الخوف من الإسلام فيما عُرف بالاسلاموفوبيا قد بولغ فيه من قبل الفرنسيين وغيرهم، والهدف منه صار واضحا، بعد أن رأينا دولا كفرنسا تقف إلى جانب أرمينيا ضد أذربيجان، والحملة التي تمارسها دول أوروبية وعلى رأسها فرنسا ضد تركيا، ووقوفها إلى جانب اليونان مع أن كلتيهما من دول حلف شمال الأطلسي.
لقد أنتشر الاسلام في أوروبا وهناك دول أسلامية بالكامل تحولت للإسلام بفعل الخلق الإسلامي، وهناك الكثيرون يريدون إستصدار قوانين لوقف هجرة المسلمين لفرنسا وألمانيا وباقي الدول الأوروبية، حيث أن الدين الإسلامي من أكثر الديانات إنتشارا خاصة في أوروبا فيما عرف بأسلمة أوروبا، حيث ستزداد نسبة المسلمين عشرات الأضعاف في كل من السويد والمانيا وفرنسا وبريطانيا، وحيث أن المجتمع الاسلامي حيوي في معدلات النمو بينما تتناقص نسبة المواليد الاوروبيين، وهذا يجعلنا القول بأن أوروبا ستكون القارة الإسلامية الثالثة، بينما يصل عدد المسلمين في العالم إلى نحو مليارين شخص.
إن الإسلاموفوبيا « الخوف من الإسلام « قد استخدمت كأداة لقمع المسلمين، سواء كانوا معتدلين أو متشددين، وهذا المايكرون هو أول رئيس أوروبي يدق ناقوس الخطر بضرورة محاربة الإسلام ووقف أسلمة أوروبا على حساب الجيل الجديد ممن وُلد على أرض فرنسا، من خلال التسليط على حرية التعبير في التعاطي مع الرمز الإسلامي الأول محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يعرف ماكرون وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم هو خط أحمر لكل مسلمي العالم، وأن الدرس الذي عليه أن يستخلصه من صوفي بيترينين التي ذهبت للاعتقال في مالي على أيدي جماعات متشددة وعادت وقد أسلمت باسم مريم.
بقي من نفيل القول أن يدرك ماكرون أن القوة الحقيقية للإسلام تكمن في ماضيه ومستقبله حيث أن أوروبا في طريقها للأسلمة وان وضع الإسلام كفزاعة والتهويل منه يأتي بالنقيض.