أمريكا، والخيط الخفي

اخبار البلد-

 
تشير استطلاعات الراي الاخيرة الى اقتراب ترامب من بايدن في مقدار الفارق النسبي الذي بينهما، والذي وصل الى حد الثمان نقاط، لكن هامش الفارق مازال لصالح بايدن اكثر من منتصف اول الشهر، وهذا يدل ان بايدن ما زالت اسهمه في تصاعد نسبي ولم يصل بعد المنحى التصاعدي الى مرحلة الاستقامة التي يمكن اعتبارها نقطة انطلاق لصالح الرئيس دونالد ترامب مع اقتراب المعركة اكثر من يوم انتهاء عملية التصويت في الثالث من نوفمبر القادم التي كانت قد بدات منذ ايام.
حيث قام اكثر من 55 مليون ناخب امريكي بالتصويت المبكر وجاهيا هذا اضافة الى رقم كبير في البريد، وهذا يدل على حجم العناية الشعبية التي يوليها المجتمع الامريكي للانتخابات الرئاسية والتي يطلق عليها بعض السياسيين بانها تاريخية، و من اصل 240 مليون امريكي يحق التصويت قام ما يقارب ثلث الأمريكيين في التصويت، هذا اذا ما اخذنا بعين الاعتبار ان 60 % من الناخبين سيقومون بالتصويت في الانتخابات الرئاسية كما هو متوقع، فان الناتج يعني ان ثلث من يحق لهم التصويت قاموا بالتصويت مبكرا، وهذا يشير ان عنصر المفاجئة لم يعد متوفرا نسبيا، وان عملية البحث عن مثلبة او مصيدة لجو بايدن من خلال اختلاق اشكالية من واقع نية الشراكة التي كان ينوي هنتر بايدن القيام بها مع الصين في السابق، لن تحقق اهدافها النسبية حتى لو تم حبكها في الخيط الخفي.
وفي الولايات المتأرجحة مثل نورث كارولاينا وفلوردا وجورجيا مازالت النسب قريبة وتعتبر ضمن هامش الخطأ وإن كانت لصالح جو بايدن، اما في ولايات الراست بيلت العمالية المهمة مثل بنسلفانيا ومتشغن ووست كانسل او ما تعرف بمدن العمال فهي ولايات يتوقع ان تذهب لصالح الديموقراطيين، على عكس ما كانت عليه في السابق وهذا مرده الى فقدان الكثير من العمال وظائفهم نتيجة الاوضاع الاقتصادية التي خلفها سوء ادارة ملف كورونا، وهذا يعني ان الكتلة العمالية الكبيرة لن تكون هذه المرحلة لصالح دونالد ترامب، وهذا يعني ان اعداد الناخبين دون اعداد المجمع الانتخابي باتت شبة محسومة، لكن اصواب المجمع الانتخابي لها حساباتها الخاصة التي لن تحسمها الاعداد بقدر ما ستحسمها الاصوات النافذة او البلدونزبيرج.
وهذا لن يظهر بطريقة جلية عند انتهاء التصويت في الثالث من نوفبمر القادم، بسبب كثرة الطرق التي تم استخدامها بالتصويت هذه المرة والتي قد تستمر مع تقارب النسب الى اسابيع قبل الاعلان الرسمي عن موعد اعلان الفائز، في ظل حالة التوتر بين الحزبين السائدة والتي كان قد هدد فيها الرئيس ترامب عدم قبوله في النتائج والتشكيك فيها في حال تمت خسارته، مما يهدد بادخال المشهد الامريكي في دوامة من التكهنات في حال تم ذلك.
ومع اقتراب موعد انهاء الاقتراع، يتوقع المتابعون ان يقترب هامش التقارب بين المتنافسين ترامب وبايدن، فان وصلت الولايات المتارجحة الى اللون الرمادي كما بات يحدث في بعض الولايات فان استطلاعات الراي ستدخل في هامش الخطا والذي لن يصبح قادرا على ايضاح الصورة الا يوم الاعلان عن الفائز، وحتى ذلك الحين سيبقى الجميع في انتظار ما الذي ستسفر عنه النتائج ومن الذي سيكسب الرهان وان كان الجو العام مازال يتجة صوب الازرق الملكي.