الطريق الى التدخل في سوريا لا يزال غير سالك

تهديدات بشار الاخيرة لاتختلف بشيء عن تصريحات القذافي في بداية الثورة الليبية عندما قال بان جيشه يقاتل مجموعات وعصابات ارهابية من القاعدة وطالبان بهدف اقامة امارو على غرار افغانستان .وخلافا للصورة في ليبيا لا زال بشار يمكنه الاستمرار في قتل المدنيين بحجة سيادة الامن والقانون على عصابات ممولة من الخارج هدفها تقويض الامن في سوريا معتمدا في هذاالقتل الممنهج على امتناع الدول الغربية خاصة دول الناتو عن التدخل حتى اليوم لحماية المدنيين وذلك في ظل غياب الموافقة الروسية التي تقدم لنظامه الدعم السخي والصين التي ليست على استعداد من تقديم حقنة جديدة من العقوبات على نظامه وهو ما دعاه الى القول بان سوريا ليست مصر ولا ليبيا وسبقه في ذلك مبارك وعلي صالح والقذافي وراينا اي منقلب انقلبوا.هذه المواقف التي يعتمها بشار في تهديداته تفقد الدول العربية والغربية على حد سواء الامل على الاقل مرحليا في ان يصادق مجلس الامن على قرار يسمح بالتدخل العسكري في سوريا والاطاحة بنظامه الديكتاتوري .ربما ان يكون بشار محقا في هذا الموقف وبعكس الوضع في ليبيا حيث تبنت الجامعة العربية ازاء الوضع هناك موقفا يؤيد فرض منطقة حظر جوي في حين لا تزال تتردد بشان سوريا ،فوزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعا في قطر صاغوا خلاله انذارا الى نظام بشار مطالبين بسحب الجيش فورا من المدن واطلاق سراح جميع المعتقلين والسماح للاعلام العربي والاجنبي بتغطية الاحداث بحرية واجراء حوار مع المعارضة السورية التي ترفض اصلا الحوار الا على اساس اسقاط نظامه ومحاكمته ،وجاء الرد الرسمي السوري بالموافقة دون تحفظ على المبادرة العربية،ا لا ان المعارضة السورية رفضت في ذلك على احلام تبدو له حقيقة كما بدت وترفض الحوار وترى في الموافقة فرصة جديدة لبشار لذبح المزيد من المدنيين واحرار الجيش المنشقين وتمديد فترة اقامته في القصر الجمهوري مستندا في ذلك على احلام بدت للقذافي من قبل ويعول على انه حتى لو تدخلت دول الناتو فان الموقف الايراني كرد فعل متسلسل يصعب التكهن بنتائجه سيمهد الى اشعال المنطقة باسرها كما قال بشار حتتى ولو غضت روسيا والصين الطرف عن تدخل الناتو متوهما ان الموقف الايراني سيفتح جبهة في دول الخليج او الى ارسال قوات ايرانية عبر العراق اضافة الى ان حزب الله في لبنان من شانه ارسال قوات كما يفعل اليوم تحمي نظامه العلويين وتحافظ على مصالح ايران والشيعة في سوريا ،كما ان بامكان حزب الله ان يضرب اسرائيل كرد فعل مضاد لاسرائيل يمنح نظامه مكانة الدولة التي تدافع عن نفسها .هذه الاحلام التي عشعشت براس بشار تدعوه الى الاستمرار في القتل وذبح المواطنين المدنين المطالبي بالحرية والكرامة متناسيا ان هناك قوات عسكرية من الشرفاء تقف الى جانب الثورة في سوريا وتتمرد على الظلم والقهر العلوي الفارسي المشترك ستقود الجماهير الى النصر والانعتاق من براثن العلويين وبيت الاسد واعادة الكرامة والحرية الى هذا الشعب البطل بعد ان افقده اياعا نظام البعث لاكثر من اربعينعاما .جميع هذه الاعتبارات واحلام بشار لا تستبعد الخيار العسكري لحماية المدنيين في سوريا اضافة الى ان الايام القليلة القادمة حبلى بالمفاجات تتبلور فيها قوة عسكرية سورية تشكل النواة والركيزة للاتقلاب على هذا النظام الفاسد .ولكن حتى ذلك الحين لا تزال لدى الديكتاتور في دمشق الوسائل ليلحق الضرر والاذى الشديدين في اوساط المواطنين السوريين وزيادة عدد الضحايا من قتلى ومفقودين وذلك لان الطريق امام التدخل في سوريا لا يزال غير سالك