"الإفتاء" : صيام عرفة مستحب ولو صادف السبت

 عبدالله الرعود - يكثر الحديث عن حكم صيام يوم السبت مفردا .. هل هو صحيح أم لا ؟  يذهب البعض إلى تحريم صيامه حتى لو صادف في مناسبة يستحب الصيام فيها في حين يذهب البعض الآخر إلى استحباب صيامه إذا صادف في مناسبات معينة كيوم عرفة، أو الأيام البيض، أو في عشر ذي الحجة، وكراهة صيامه إذا كان على وجه الإفراد بحيث لا يصوم يوما قبله ولا يوما بعده.

دائرة الإفتاء العام أكدت في بيان صحفي وصل  لـ"موقع الرأي الالكتروني" أن صيام يوم السبت مستحب ومندوب إذا كان بنية قضاء يوم من رمضان، أو التكفير عن يمين، أو صيام نذر، أو إذا وافق يوم عاشوراء، أو عرفة، أو الأيام البيض، أو في عشر ذي الحجة، أو غيرها من المناسبات المستحب الصيام فيها، وكذلك لو وافق عادة كان يصومها، كمن يصوم يوما بعد يوم.

وقالت دائرة الافتاء  أن هذا الحكم متفق عليه بين أهل العلم في المذاهب المعتمدة ، لقول النبي ( صلى الله عليه وسلم) : " أحبّ الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوما ويفطر يوما" رواه البخاري، وهذا يعني أنه قد يفطر الجمعة ويصوم السبت ثم يفطر الأحد.

واوضحت ان كراهة صيام السبت كراهة تنزيهية إذا أفرد بنية النفل والتطوع المطلق، من غير مناسبة خاصة، ولا صيام يوما قبله، ولا يوما بعده، لحديث (لاَ تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلاَّ فِيمَا افْتُرِضَ عَلَيْكُمْ، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلاَّ لِحَاءَ عِنَبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ) رواه أبو داود.
 
وبينت دائرة الافتاء أن خلافا كبيرا دار بين المحدثين حول هذا الحديث، حيث ضعفه كثيرون، وذهب آخرون إلى تصحيحه. مشيرة الى أن الإمام الرملي رحمه الله قال : "يكره إفراد السبت بالصوم... ومحله إذا لم يوافق إفراد كل يوم من الأيام الثلاثة(الجمعة والسبت والأحد) عادة له، وإلا: كأن كان يصوم يوما ويفطر يوما، أو يصوم عاشوراء، أو عرفة، فوافق يوم صومه: فلا كراهة، كما في صوم يوم الشك. ذكره في المجموع, وهو ظاهر، وإن أفتى ابن عبد السلام بخلافه. ولا يكره إفرادها بنذر، وكفارة، وقضاء، وخرج بإفراد ما لو صامه أحدهما مع يوم قبله أو يوم بعده فلا كراهة لانتفاء العلة" .