إيميلات هيلاري، والانتخابات

اخبار البلد-

 

كما كان متوقعا بدات حملة الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالبحث في الدفاتر القديمة، فوجدتها في وثائق هيلاري او ايميلات هيلاري، والتي تتحدث عن فترة الربيع العربي الاولي والتحالف الليبرالي الاخواني، وهي ذات الادارة التي اعترفت بشرعية النظام المصري الجديدة واوقفت تنامي المد الاخواني، في الفترة الثانية من عهد الرئيس اوباما عندما تسلم كيري مكان هيلاري عندها.
ولا اعتقد ان استخدام ايميلات هيلاري والكشف عن مضامين تلك المرحلة وخباياها سيفيد حملة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في وقف تقدم جو بايدن تجاه الرئاسة والذي تقوم حملته الانتخابية بتوسيع الفارق كل يوم، فان موضوع هيلاري كلينتون موضوع تم استهلاكه في الانتخابات الماضية، كما تم ذكره في كتابي الاوراق الملكية رؤية استراتيجية، هذا اضافة الى ان هيلاري لا تشتبك بعمق في مسرح الاحداث الانتخابية حتي يمكن اعتبارها طرفا، كما ان جو بايدن لم يبق امامه سوى سبع نقاط فقط من المجتمع الانتخابي لكي يحسم المعركة، بعد بيان معظم الولايات المتارجحة للونها السياسي وهذا ما يجعل من الرئيس الامريكي تتضاءل فرصة بقائه في سدة الحكم، وفي حال لم يبق في جعبة الحاوي،ما يخرج من مفاجآت في الساعات الاخيرة، فان الامور تمضي تجاة التغيير.
اذن الولايات المتحدة تتجه نحو اللون الازرق وسياساتها تتجه لتغيير الايقاع، وهذا يعني ان السياسات الداخلية ستتبدل كما ان السياسات الخارجية ستتغير وان هنالك انظمة عليها الاستعداد للاجابة على الاسئلة، التي قد تكون مباشرة وصعبة، لكنها معروفة ومتوقعة، وهذا ما قد يجعلها تعيد تشكيل اولوياتها الداخلية، وقد لا يفيد الجميع استخدام نظرية التكتل الردعي التي تم استخدامها في السابق عندما تم وقف التمدد الاخواني، فان الظرف قد تغير والبيئة الحاضنة غير متوفرة ومسرح الاحداث قد تبدل.
وبخسارة الرئيس الامريكي معركته مع الصين بادوات وبائية ومن اجل صناعة معرفية اساسها الجيل الخامس، تكون البشرية امام توافقات جديدة قد تفضي الى نتائج رئيسية للقرن القادم، وفي انتظار يوم الاقتراع واعلان النتائج والتي يتوقع ان تكون طويلة هذه المرة لتنوع اشكال التصويت، فان الانتظار والترقب والتكهن سيبقى سيد الموقف، هذا لان الانتخابات الامريكية مفصل حركي لا بد من متابعته وقراءة نتائجها بدقة من دون عواطف او شجون بل بموضوعية وحسن تقدير، من اجل التعاطي بحسن تقدير مع قضايا المشهد ومآلاته.