ملفات مهمة أمام دولة الرئيس المكلّف لترتيب بيتنا الأردني (2)

اخبار البلد ـ رسالة جلالة سيدنا الى دولة رئيس الوزراء المكلّف الدكتور بشر هاني الخصاونة جاءت شاملة وبينت واقع التحديات الاصعب في تاريخ الدولة الاردنية الراسخة الأمر الذي يضع الفريق الوزاري أمام مسؤوليات عظيمة لنتجاوز التحديات التي تعصف بدول العالم التي تأثر فيها الاردن ضمن هذا المحيط المتلاطم الامواج. والأولوية التي تهمنا هي الاعتماد على الذات وترتيب بيتنا الداخلي. وتناولت في المقالة السابقة منظومة أمننا التربوي والتعليمي، والصحي. وهنا اتابع الحديث عن أمننا الغذائي بالعودة الى الأرض والزراعة. وفي مجال أمننا الغذائي، فالعودة الى الأرض والزراعة سيبقى خيارا استراتيجيا، ليستعيد القطاع الزراعي عافيته كمورد رئيس من موارد الدخل الوطني، الأمر الذي يدعو الى مراجعة السياسيات الزراعية والاستفادة من كل رقعة زراعية وعلى امتداد أرضنا الطيبة حيث ان نسبة الأرض المستغلة مازالت دون المستوى المطلوب، ممّا يتطلب دعم المزارعين، وازالة كل المعيقات التي أدت الى هجرة الناس عن العمل بالزراعة منذ عشرات السنين بسبب السياسات الزراعية الخاطئة التي لم تشجع الناس للعمل بهذا القطاع، وخصوصا تلك الطاقات الشبابية المعطّلة التي لم يتم استثمارها وتوجيهها للعمل بالزراعة. نعم سيدي دولة الرئيس، لنعد لهذا القطاع الحيوي والمهم المكانة التي تستحق،وان الاعتماد على الذات ومراجعة استراتيجيات قطاع الزراعة والاهتمام بقطاع الثروة الحيوانية الذي تربطه علاقة بينية وثيقة مع قطاع الزراعةوتشجيع الصناعات الغذائية يعتبر أولوية قصوى لينعكس ذلك تسارعا وتنمية على عجلة الانتاج، ومن أجل زيادة سلة الغذاء الوطني الآمن الذي يحقق الكرامة للوطن والمواطن. ان الاعتماد على الذات ومراجعة استراتيجيات قطاع الزراعة ومتابعة رفد المخزون الاستراتيجي من المواد الغذائية والتموينية مما تنبت الأرض من خيراتها يعتبر أولوية قصوى، لينعكس ذلك تسارعا وتنمية على عجلة الانتاج وزيادة السلة الغذائية التي تحقق للوطن وابنائه الكرامة، وتسهم في تحقيق الأمن الغذائي الشامل، لنواجه معا تحديات المستقبل بتخطيط وعزيمة الأوفياء وجهود سواعد المخلصين، فأرضنا خصبة معطاءة وحسن استثمارها، ودعم المزارع، وتشجيع الصناعات الغذائية التي في أغلبها من مصدر زراعي يسهم بشكل فاعل الاستثمار الحقيقي الأمثل بزيادة مخزون سلة الغذاء الوطني الآمن. وهنا ينبغي أن نعيد ترتيب أمور الحياة وفهمها على طبيعتها وبساطتها دون تكلّف أو تصنع، لنعيش واقعنا بعيدا عن حضارة المصانعة والتقليد والنمط الاستهلاكي والسعي لتحقيق دولة الانتاج أمرا واقعا، وترشيد لاستهلاك وضبط النفقات في كافة المؤسسسات، وأن نسعى لتحسين مستقبلنا الأمر الذي يدعونا الى وقفة صدق مع النفس، واتباع السلوك السوي، فالحكمة تستدعي أن نعمل وننتج وترسيخ الاعتماد على الذات واقعا ونهجا. أمّا الجيش العربي المصطفوي وأجهزتنا الأمنية قرة عين الوطن الذين يسيرون على نهج جلالة القائد الأعلى، فسيبقون صمام الأمان لحماية الوطن ومقدراته وركيزة أساسية لصون كرامة الوطن والمواطن، فواجب الدعم وبكل الامكانيات المتاحة يعتبر محورا هاما ومن أولى الاولويات لهؤلاء الذين يوصلون الليل بالنهار لتبقى أسوار أردننا عالية وحصينة منيعة ضد كل العاديات ومواجهة التحديات بقوة وصلابة. سيدي دولة الرئيس، أعانكم الله على تحمل أمانة المسوؤلية وتوجيه خطاكم الوطنية الصادقة لخدمة اردننا الغالي، وانتم رضعتم حب هذا التراب المقدس، وتحملون نبراس العلم والايمان لخدمته بتفان واخلاص حال الرجال الرجال الصادقين والأوفياء الذين يضعون مصلحة الوطن العليا فوق كل اعتبار، والسير في مسيرة الاصلاح ومعالجة الخلل أنى وجد بقوة وعزيمة لا تعرف التردد. وحمى الله أردننا الغالي، وحفط جلالة سيدنا حادي الركب الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أدامه الله وأعز ملكه وسمو ولي العهد الأمين.